أعلن علماء من جامعة بون الألمانية عن اكتشاف دور حيوي لمجموعة من الميكروبات المفيدة في أمعاء الإنسان في الحماية من السرطان.

فقد تبيّن أن هذه البكتيريا تساعد في منع تكوين مركبات النتروزامينات المسرطِنة، التي تتشكل عادة نتيجة تفاعل النترات والنتريت الموجودة في بعض الأطعمة.

آلية دفاع طبيعية داخل الجسم

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة FEBS Journal العلمية، حيث أوضح الباحثون أن بعض الأنواع مثل:

Escherichia coli (إشريكية القولون)

Lactobacillus (اللاكتوباسيلوس)

Bacteroides (البكتيرويدس)

Phocaeicola (فوسيكولا)

تعمل على تفكيك أشكال مختلفة من مركّبات النيتروجين داخل الأمعاء، مما يمنع تراكم المواد السامة التي يمكن أن تتحول إلى عوامل مسرطنة.

البكتيريا المفيدة: حارس خفي لصحة الإنسان

وأشار الباحثون إلى أن هذه الميكروبات لا تقتصر وظيفتها على منع تكوين المركبات الضارة فحسب، بل تسهم أيضا في استقرار بيئة الأمعاء.

إذ إنها تضمن بقاءها بشكل متوازن داخل الجهاز الهضمي، مما يساعد على الحفاظ على صحة الميكروبيوم ومنع اضطرابات مثل الديسبيوز (اختلال التوازن البكتيري).

تصريحات من قائد البحث

قال البروفيسور أُوفه ديبّنماير (Uwe Deppenmeier)، رئيس فريق البحث، إن الآلية التي تم اكتشافها في عملية تحويل النيتريت داخل الأمعاء تمثل آلية دفاع طبيعية متكاملة.

وأوضح أن هذه العملية تحمي ليس فقط صحة الجهاز الهضمي، بل الجسم بأكمله، إذ تمنع نشوء مركبات مسرطنة وتُعزز مناعة الأمعاء.

كما أضاف أن هذه الوظيفة تمثل مثالا على التعاون المتبادل بين الإنسان والميكروبات النافعة في سبيل الحفاظ على الصحة العامة.

أهمية الاكتشاف في الطب الوقائي

يمهّد هذا البحث الطريق لتطوير استراتيجيات غذائية وطبية جديدة تقوم على دعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء كوسيلة طبيعية للوقاية من السرطان، بدلا من الاعتماد الكلي على العقاقير الكيميائية.

وقد أشار العلماء إلى أن تعزيز الميكروبيوم الصحي يمكن أن يحدّ من مخاطر التحول السرطاني الناتج عن النظام الغذائي الغني بالنترات واللحوم المصنعة.