أوضح علماء من جامعة موسكو الحكومية (МГУ) أن قدرة الكلى على التعافي بعد الإصابة تتراجع بشكل كبير مع التقدم في العمر، بسبب انخفاض كفاءة إنتاج الطاقة في خلاياها.
ويفسر هذا الاكتشاف سبب ضعف استجابة كبار السن للعلاجات التقليدية لأمراض الكلى ، ويفتح المجال لتطوير أدوية جديدة لحماية الكلى في الشيخوخة.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Antioxidants العلمية، وأجريت تحت إشراف البروفيسور يغور بلوتنيكوف، رئيس مختبر بنية ووظيفة الميتوكوندريا في معهد أ. ن. بيلوزيرسكي لعلم الأحياء الفيزيائي والكيميائي التابع لجامعة موسكو.
تجربة علمية توضّح الفرق بين الكلى الشابة والهرمة
في التجربة، قارن الباحثون بين فئران شابة وأخرى مسنّة بعد محاكاة حالة انسداد في المسالك البولية شبيهة بحصى الكلى.
تم إغلاق أحد الحالبين لعدة أيام، ثم أعيدت له القابلية للمرور، وبعدها فُحصت أنسجة الكلى لتقييم الالتهاب والتليف والإجهاد التأكسدي.
وأظهرت النتائج أن الكلى الشابة استعادت بنيتها بسرعة، بينما لدى الكائنات المسنّة تراجع انقسام الخلايا ثلاث مرات وضعفت الاستجابة الالتهابية الضرورية لبدء عملية الإصلاح.
الميتوكوندريا في قلب المشكلة
كشف العلماء أن الميتوكوندريا، مصانع الطاقة داخل الخلايا كانت أضعف أداءً في الكلى المسنّة حتى قبل الإصابة.
وبعد الضرر الجراحي، تفاقم الخلل، مما أدى إلى عجز في إنتاج الطاقة (ATP) وانخفاض قدرة الخلايا على تجديد الأنسجة المتضررة.
وقال البروفيسور يغور بلوتنيكوف: "أظهرت تجاربنا أن العمر عامل أساسي في تطور أمراض الكلى الناتجة عن انسداد المسالك البولية، ومع تقدم العمر، يصبح إنتاج الطاقة غير كافٍ لدعم عملية التجدد، مما يزيد من هشاشة الكلى".
نحو علاج جديد لحماية الكلى من الشيخوخة
يفسّر هذا الاكتشاف ضعف فعالية الأدوية التقليدية لدى المرضى المسنين، إذ تُختبر معظم العلاجات على حيوانات شابة لا تمثل الفئة الأكثر عرضة للإصابة.
ويخطط الباحثون لتحديد المؤشرات الحيوية المبكرة لتلف الكلى وتطوير أدوية جديدة للوقاية من التليف الكلوي ودعم استعادة الطاقة في خلايا الميتوكوندريا.