كتب الشاعرُ الأديبُ الصحافِيُّ، سليم قبلان مكرزل، فى جريدة النهار، تاريخ 30_1_97على لسان صديقته (الشاعرة الشقراء) كما سمَّاها, ولولا إختراقُ جدارِ الصمت الذي أحدثته نفَّاثةٌ إسرائيلية صهيونيةٌ عدوَّةٌ تتنزَّه فى أجوائنا اللبنانية الزرقاء، لنامت صديقتي الشاعرةُ الشقراء، وقد ربَّبتها الأخطاءُ الشائعة، لكنها انتفضت صارخةً:
أليسَ لحكامنا ذرَّةُ كرامة؟
لماذا لا تشتري حكوماتنا صواريخ مضادة للطائرات، إذا كانت لا تقدر على شراء طائراتٍ حربية؟
لو كان عندنا صواريخ دفاعية نطلقها على الطائرات الإسرائيلية المُعادية لما تجرَّأت على اختراق أجوائنا وانتهاك حُرُماتِنا[!]
متى يصبح عندنا حكَّامٌ يَحترمون أنفسَهم ويُدافعون عن كرامةِ شعبهم واستقلال وطنهم؟
متى نتخلَّصُ من مَقولةِ: (قُوَّتُنا في ضعفنا)؟
قال الأديب رئيف خوري قُبَيْلَ رحيله وإثر حرب حَزيران ١٩٦٧ ووقوف لبنان مُحايداً:
"الأبطالُ اليومَ ينقاسون ببيضاتهم، وحُكَّامُنا خِصيان".
متى يُصبحُ للبنانَ حُكَّامٌ أبطالٌ؟
أقولُ:
لا أرى داعياً للتعليق.
فإنَّ ما جادت به قريحةُ هذا الأديبِ والشَّاعرِ والصحافيِّ والمسيحيِّ بامتيازٍ، لَهي التعبيرُ الفعليُّ والحقيقيُّ عن معنى الولاءِ للوطنِ، وعن معنى السيادةِ والاستقلال، وأنَّه كيف تُحمى كرامَةُ الشعبِ وتُصانُ عِزَّتُه، وكيف يُعمَلُ على صدِّ اعتداءات وانتهاكات الأعداء، وكيف يكونُ الوقوفُ في وجه أطماعهم التي لا حدودَ لها ولا نهاية.
ماذا لو كان سليم مكرزل اليومَ حيَّاً، وشاهد ماذا يصنعُ مدَّعو السيادة وما يقولون؟
تُرى هل كان يبقى حيَّاً؟