صعوبة سماع الكلام في الأماكن المزدحمة مرتبطة بالذكاء
دراسات و أبحاث
صعوبة سماع الكلام في الأماكن المزدحمة مرتبطة بالذكاء
13 تشرين الثاني 2025 , 12:21 م

قد تبدو بعض الاكتشافات العلمية مفاجئة عند سماعها لأول مرة، مثل العلاقة بين انخفاض مستوى الذكاء وصعوبة متابعة محادثة في مكان صاخب.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الأشخاص ذوي التنوع العصبي، مثل المصابين بالتوحد أو متلازمة الكحول الجنيني، قد يواجهون صعوبة أكبر في فهم الكلام وسط الضوضاء. لذا قرر فريق بحثي من جامعة واشنطن جمع بيانات إضافية حول هذه الظاهرة.

العلاقة بين الذكاء والفهم السمعي

شارك في التجربة 12 شخصا مصابا بالتوحد و10 أشخاص مصابين بمتلازمة الكحول الجنيني، حيث يعاني كلا الحالتين من صعوبة في سماع الكلام في البيئات الصاخبة، مع تفاوت في مستويات الذكاء.

كما شملت الدراسة مجموعة ضابطة من 27 شخصا طبيعيا عصبيا مطابقين في العمر والجنس.

اختبر الباحثون قدرة المشاركين على تتبع تفاصيل محادثة في بيئة صوتية مزدحمة باستخدام برنامج حاسوبي، في ما يُعرف بـ مشكلة الحفلة المختلطة (Cocktail Party Problem)، حيث تتحدث عدة أصوات في نفس الوقت.

أظهرت النتائج أن الأشخاص ذوي مستوى الذكاء الأقل وجدوا المهمة أكثر صعوبة، بينما كان الأداء أفضل لدى الأشخاص ذوي الذكاء الأعلى.

تقول العالمة العصبية السمعية بوني لاو من جامعة واشنطن: "العلاقة بين القدرة الإدراكية وأداء الفهم السمعي تتجاوز الفئات التشخيصية، وكانت ثابتة في جميع المجموعات الثلاث."

السمع الطبيعي لا يعني سهولة الفهم في الضوضاء

جميع المشاركين كانوا يتمتعون بسمع طبيعي، مما يشير إلى أن الصعوبة في فهم الكلام في بيئات صاخبة مرتبطة بالوظائف المعرفية أكثر من كونها مرتبطة بالأذن.

ففصل الكلام المهم عن الضوضاء يتطلب قدرة على معالجة عدة تيارات صوتية، تحديد ما هو مهم، والتركيز على الكلام المطلوب، وهو ما يزيد العبء المعرفي على الدماغ.

أمثلة يومية على مشكلة "الحفلة المختلطة"

يحدث هذا التحدي ليس فقط في الحفلات، بل أيضا في مواقف يومية مثل:

طلب القهوة في مقهى مزدحم.

متابعة شرح المعلم في فصل صاخب.

سماع الاتجاهات في شارع مكتظ بالمارة والسيارات.

تقترح الدراسة أن حلولا عملية، مثل وضع الطلاب ذوي الصعوبة السمعية أقرب للمعلم، قد تساعد في تحسين تجربة التعلم، بدلًا من الاقتصار على اختبارات السمع التقليدية.

الذكاء يتجاوز السمع التقليدي

توصل الباحثون إلى أن مشاكل فهم الكلام في الضوضاء لا تعني دائما وجود فقدان سمعي، بل يمكن أن تكون مرتبطة بالقدرة المعرفية على معالجة الصوت والمعلومات السمعية في بيئات مزدحمة.

تقول لاو: "لا تحتاج إلى فقدان السمع لتواجه صعوبة في الاستماع في مطعم أو أي بيئة صاخبة أخرى."

المصدر: The Conversation