أظهرت دراسة من جامعة ولاية بنسلفانيا أن التوتر المزمن يمكن أن يكون له تأثير مدمّر على الدماغ لا يقل خطورة عن التقدم في العمر.
فقد أظهرت النتائج أن التوتر يؤدي إلى تدمير خلايا عصبية نادرة تُعرف باسم nNOS من النوع الأول، وهي المسؤولة عن تنظيم تدفق الدم وتنسيق النشاط الكهربائي في الدماغ.
أهمية خلايا nNOS
رغم أن أسباب الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر والخرف لا تزال غير مفهومة بالكامل، إلا أن العلماء اكتشفوا أن انخفاض تدفق الدم الدماغي يعد سمة رئيسية للدماغ المتضرر.
أقل من 1% من الخلايا العصبية تتحكم في تدفق الدم وتناغم الشبكات العصبية.
تدمير هذه الخلايا نتيجة التوتر المزمن يقلل من تدفق الدم والنشاط الكهربائي للشبكات العصبية، كما أظهرته التجارب على الفئران، التي تشترك في آليات تنظيم الدماغ مع البشر.
كيفية دراسة تأثير هذه الخلايا
استخدم الباحثون بروتين سامورين سامورين المرتبط بببتيد محدد يتعرف على خلايا nNOS لإيقاف عمل هذه الخلايا فقط دون التأثير على باقي الدماغ.
نتيجة لذلك، توقفت الأوعية الدموية في دماغ الفئران عن التذبذب الطبيعي، وانخفض نشاط الشبكات العصبية بشكل ملحوظ.
التوتر كقاتل خفي للخلايا العصبية
أظهرت الدراسة أن خلايا nNOS شديدة الحساسية للتوتر والقلق. حتى التوتر المؤقت قد يدمر هذه الخلايا، مما يفسر لماذا يسرع التوتر المزمن شيخوخة الدماغ ويزيد خطر الخرف.
تدفق الدم مهم لتوفير الأكسجين والطاقة للخلايا العصبية.
التأثير يكون أكثر وضوحا أثناء النوم، حيث يكون الدماغ أكثر اعتمادا على الدورة الدموية لتنسيق وظائفه.
توضح الدراسة أن الحفاظ على مستوى منخفض من التوتر يمكن أن يكون حاسما لحماية الدماغ من تدهور الوظائف الإدراكية وتقليل مخاطر الأمراض التنكسية العصبية.