بقلم حسن علي طه
تضجّ الساحة السياسية اللبنانية بالعياط والصراخ وكمٍّ هائل من التنظير والفلسفة،
وكلّ ذلك مدفوع الثمن من دول النفط الأسود.
حتى ليصحّ القول إنّ هناك مهنة قائمة بحدّ ذاتها:
مهنة الاستغلال والتشبيح على أهل العقال والدشداشة.
لنبدأ بالنموذج السهل: أمريكا التي دفعت 500 مليون دولار بين عامي 2006 و2010 لتشويه صورة المقاومة، وفشلت ـ كما صرّح جيفري فيلتمان أمام لجنة الخارجية في الكونغرس الأمريكي.
هذا نموذج،
أما النموذج الآخر فهو إيران التي نقرّ ونُقِرُّ بأنها ساعدت ودفعت الكثير في لبنان.
وفي لمحة سريعة عن كيفية استثمار هذا المال نجد:
على المستوى التربوي: عشرات المدارس على امتداد لبنان.
على المستوى الصحي: عشرات المستشفيات والمستوصفات والمصحات ودور الرعاية والصيدليات، وصولًا إلى الدواء الإيراني الذي لا تتجاوز كلفته 10% من كلفة الدواء الأجنبي.
على مستوى الإعلام: عشرات القنوات التلفزيونية والإذاعات والمواقع والمنصات.
ودون إطالة في سرد بات معروفًا، نكتفي بالإشارة إلى كثير من مشاريع الطرقات والإنشاءات وغيرها.
وكل ما ذُكر يضمّ عشرات آلاف العاملين في شتّى المجالات والاختصاصات.
هذه إيران… فماذا أنتم فاعلون؟
كثيرًا ما نسمع أن الخليج يدعم لبنان، لكن عند البحث عن هذا الدعم لا نراه إلا في قلّة شاذّة من مجتمعاتهم وبيئاتهم قد أصبحوا من أصحاب رؤوس الأموال في عملية استغلال واستهبال للسعودية والإمارات وغيرهما.
أولًا: لا تنتظروا ممّن باع أبناء جلدته أن يكون وفيًّا إلا لدراهمكم وريالاتكم.
ثانيًا: هؤلاء أكثر الناس احتقارًا لكم، إذ تربّوا على معادلة: الخليجي – البترول = جمل.
ثالثًا: بعيدًا عمّا قاله فيلتمان فيهم، ماذا استفدتم انتم منهم؟
هُم لم يكونوا يومًا لاعبين، بل كانوا دائمًا جمهورًا… أقصى ما يملكونه عياط وتصفيق
حسنًا… الإمارات دفعت لقوات الدعم السريع في السودان، وكانت النتيجة مجازر فاقت مجازر غزة شاهدها العالم أجمع.
أمّا في لبنان فأنتم تدفعون لأناس يمثلون دور الكركوز والتافه: مثل بركات ومراد وجبور وقطيش وكثيرين غيرهم، ومنذ سنة وهم "يطالبون بنزع السلاح، مع أنهم أعجز عن نزع سراويلهم فانتم من ينزعها لهم!
وأنتم تحاولون نزع السلاح، فإذا بمئات آلاف الناس يشيعون قادة المقاومة، وتلا ذلك انتخابات بلدية لم ينجح أحدا منهم … ويكفي مشهد ٧٥ ألف كشفي في مشهد صادم في المدينة الرياضية
والأجمل أنّه فيما هم "يحترمون" أموالكم، يخرج واحد منهم ليقول لترامب: «لو بدي أثقّل عليك»، وآخر يطلب من الإسرائيلي شنّ حرب، وغيرُه يطالب بفرض عقوبات.
هؤلاء الذين "تعلفونهم" — جدّياً — ماذا يفعلون؟
غير أنهم يرفعون إليكم مقالة أو بوست يشتمهم ليتم إدراجه على الفاتورة زيادة في الدفع
أو أنهم يطلبون من الخارج نزع وضرب وقصف ...
والحِكمة الوحيدة التي يتقنونها هي: شعرة من الخنزير خيرٌ منكم.
قال لي صديق:
يا رجل، كلّما أردت أن تسجل موقفًا ضد الثنائي الشيعي وبس أسمع «قبيضة الريال والدرهم»بغير رايي لدرجة بتُّ أشك أن الثنائي هو مَن يشغّل هؤلاء الناس كنوع من استفزاز لجذب الجمهور!
أختم بالقول:
إنّ كل الدعم الذي تدّعون أنه للبنان ليس سوى لجيوب مجموعة من "المحاسيب".
ويصح فيهم القول: رزق الهبل على المجانين.
وعليه، لم نرَ أي أثرٍ لدعمكم، سوى يافطات بالية تشكر "مملكة الخير" على فعل الخير…للأيتام ـ"صبيان زايد وسلمان."