على الرغم من قدرة أحلامنا على ابتكار مشاهد خيالية ومعقدة، فإن هناك عناصر من حياتنا اليومية تكاد لا تظهر في عالم السكون الليلي.
بحسب تحليل ضخم شمل 16 ألف حلم نقله موقع Наука Mail تبين أن الهواتف الذكية، النصوص المكتوبة، الأرقام وحتى انعكاسنا الحقيقي في المرآة نادراً ما تراودنا أثناء النوم، مما أثار اهتمام الباحثين.
إحصائياً:
تظهر الهواتف في 3.55% فقط من أحلام النساء
وفي 2.69% من أحلام الرجال
بينما تظهر السيارات، التي نستخدمها أقل من الهواتف ثلاث مرات أكثر في الأحلام.
نظرية «محاكاة التهديد»: لماذا لا تحوي أحلامنا التكنولوجيا الحديثة؟
يفسر العلماء هذه الظاهرة عبر نظرية محاكاة التهديد، التي تقترح أن الأحلام تعمل كآلية تطورية لحماية الإنسان، إذ تمنحه «تجارب تدريبية» لمواجهة الأخطار.
وخلال ملايين السنين كانت الأخطار تتمثل في:
الحيوانات المفترسة
الكوارث الطبيعية
الصراعات بين القبائل
أما التكنولوجيا الحديثة، كالهواتف والحواسيب، فلم تظهر إلا قبل عقود قليلة، وبالتالي لم تُبْنِ لها دوائر عصبية ثابتة داخل نظام الأحلام.
هذا يفسر هيمنة السيناريوهات البدائية المرتبطة بالنجاة حتى لدى سكان المدن الحديثة.
لماذا لا نستطيع قراءة النصوص أو رؤية الأرقام بوضوح أثناء الحلم؟
يلاحظ الكثيرون أنه عند محاولة قراءة شيء في الحلم، فإن النص:
يتشوّه
يبهت
يتحول إلى رموز
أو يصبح بلا معنى
السبب العلمي:
أثناء مرحلة النوم بحركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام، تنخفض بشكل كبير نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن:
القراءة
التعرف على الرموز
معالجة المعلومات الدقيقة
ولذا لا يمتلك الدماغ القدرة على بناء نصوص ثابتة أو أرقام واضحة، لأنه لا يعتمد على معلومات من العالم الخارجي، بل يصنع الواقع داخلياً «من الأعلى إلى الأسفل».
الانعكاس في المرآة ... لماذا لا نرى وجوهنا الحقيقية في الأحلام؟
من أغرب الظواهر أنه رغم قدرتنا على النظر في المرآة داخل الحلم، إلا أننا نادراً ما نرى:
ملامحنا الحقيقية
أعمارنا الحالية
أو حتى شخصيتنا نفسها
غالباً ما يظهر الوجه:
مشوهاً
لشخص بسن مختلف
أو لشخص آخر بالكامل
التفسير العلمي:
يصعب على الدماغ، أثناء النوم إعادة بناء تفاصيل دقيقة ومعقدة مثل ملامح الوجه دون دعم من الإشارات البصرية الحقيقية المحيطة بنا أثناء اليقظة.
الأحلام: عالم تحكمه العاطفة وليس المنطق
تشير الدراسات إلى أن عالم الأحلام ليس نسخة من الواقع، بل نظام مستقل يبنيه الدماغ بهدف:
معالجة المشاعر
تنظيم الذكريات
اختبار السيناريوهات
وتخفيف التوتر
في هذا العالم، تسود الرمزية والعاطفة والخيال على التفاصيل الواقعية الدقيقة.