كريم جلدي جديد ينهي عصر حقن الإنسولين المؤلمة
منوعات
كريم جلدي جديد ينهي عصر حقن الإنسولين المؤلمة
21 تشرين الثاني 2025 , 14:44 م

أعلن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة تشيجيانغ الصينية عن إنجاز طالما اعتُبر مستحيلاً: توصيل الإنسولين عبر الجلد باستخدام كريم موضعي. هذا الابتكار قد ينهي يوماً ما الحاجة للحقن اليومية المؤلمة التي يعتمد عليها مرضى السكري .

التجارب التي أُجريت على الفئران وخنازير صغيرة ونماذج جلد بشرية مخبرية أظهرت نجاحاً لافتاً، حيث تمكن الكريم من إيصال الإنسولين بفعالية تضاهي الحقن التقليدية.

كيف تتغلب التقنية الجديدة على صعوبة اختراق الإنسولين للجلد؟

الجلد بطبيعته حاجز واقٍ، حيث يتضمن سطحه طبقة القرنية (Stratum Corneum) المكوّنة من خلايا ميتة مترابطة بواسطة الدهون والزيوت، مما يمنع مرور الجزيئات الكبيرة مثل الإنسولين، الذي يتميز بـ:

حجم جزيئي كبير

طبيعة محبة للماء (Hydrophilic)

عدم التوافق الكيميائي مع دهون الجلد

ولهذا لم يكن بالإمكان حتى الآن إيصال الإنسولين عبر الجلد. لكن الباحثين وجدوا مفتاحاً مفاجئاً لهذا التحدي: درجة حموضة الجلد (pH)، التي تكون حمضية قليلاً عند السطح وتقترب من التعادل في الطبقات الأعمق.

ابتكار بوليمر ثوري يتفاعل مع درجة حموضة الجلد

طوّر العلماء بوليمراً خاصاً يُدعى:

Poly[2-(N-oxide-N,N-dimethylamino)ethyl methacrylate] (OP)

يتميز هذا البوليمر بقدرته على تغيير شحنته الكهربائية حسب درجة الحموضة:

عند السطح (pH حمضي): يحمل شحنة موجبة تجعله يلتصق بدهون الجلد.

في الطبقات الأعمق (pH متعادل): يفقد شحنته وينفصل عن الدهون، مما يتيح له اختراق الحاجز الجلدي.

وعندما يرتبط الإنسولين بهذا البوليمر، يتكون مركب اسمه OP–I، يسمح للإنسولين "بالركوب" مع البوليمر والعبور بأمان عبر الجلد.

نتائج مذهلة على الجلد البشري والفئران

في نماذج الجلد البشري المخبرية والفئران المصابة بالسكري، كان أداء OP–I متفوقاً بشكل واضح مقارنةً بـ:

الإنسولين المستخدم وحده

الإنسولين المرتبط ببوليمر تجريبي آخر (PEG)

وفي الفئران أظهر العلاج قدرة على:

خفض مستوى السكر إلى الطبيعي خلال ساعة واحدة

الحفاظ على استقرار السكر لمدة 12 ساعة كاملة

وهي فعالية مماثلة تماماً لحقن الإنسولين التقليدية.

نجاح مماثل في خنازير صغيرة أقرب بيولوجياً للبشر

انتقل الباحثون بعد ذلك لتجربة التقنية على خنازير صغيرة مصابة بالسكري، وجاءت النتائج مماثلة للفئران:

عودة السكر إلى مستواه الطبيعي خلال ساعتين

استمرار الاستقرار لمدة 12 ساعة

ما يؤكد إمكانية انتقال العلاج إلى التجارب السريرية البشرية مستقبلاً.

كيف يعمل العلاج داخل الجسم؟

بعد اختراق الجلد، يتراكم مركب OP–I في الأنسجة المسؤولة عن تنظيم الجلوكوز، مثل:

الكبد

الأنسجة الدهنية

العضلات الهيكلية

وهناك تقوم الخلايا بامتصاص المركب وإطلاق الإنسولين داخلياً، مما يساعد على:

تنشيط مستقبلات الإنسولين

تحسين امتصاص الجلوكوز

تعزيز التمثيل الغذائي للسكر

الأهم أنه يفعل ذلك بطريقة أكثر سلاسة وأطول تأثيراً من الحقن المباشرة.

أمان واعد لكن نحتاج لتجارب بشرية

لم يجد الباحثون أي مؤشرات على الالتهاب أو الآثار الجانبية في التجارب، مما يشير إلى أن العلاج قد يكون آمناً. ومع ذلك، تبقى التجارب البشرية ضرورية قبل اعتماده رسمياً.

ويشير العلماء إلى أن هذه التقنية قد تمهد الطريق لابتكار علاجات جلدية أخرى، تشمل:

البروتينات

الببتيدات

الأحماض النووية

وذلك بفضل قدرة البوليمر OP على توصيل الجزيئات الكبيرة عبر الجلد.

إذا أثبت العلاج فعاليته في التجارب السريرية، فقد يشهد العالم نهاية عصر الإبر اليومية لمرضى السكري. وسيصبح الكريم الجلدي طريقة ثورية وملائمة وغير مؤلمة لتوصيل الإنسولين وعلاجات أخرى معقدة.

المصدر: موقع ScienceAlert