أظهر بحث علمي جديد أن الأشخاص الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب أقل عرضة للإصابة بأمراض اللثة، وخاصة الأنواع الشديدة منها. وقد توصل إلى هذا الاستنتاج فريق من الباحثين في جامعة كومبلوتنسي في مدريد. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Periodontology.
معطيات الدراسة ومجال البحث
قام المتخصصون بتحليل بيانات صحية لما يقارب 10 آلاف مشارك ضمن الدراسة الأمريكية NHANES خلال الفترة من 2009 إلى 2014.
وبحسب المعايير المعتمدة في تصنيف أمراض اللثة، تبيّن ما يلي:
35.3% من المشاركين كانوا يعانون من التهاب لثة متوسط الدرجة.
11.1% كانوا مصابين بحالات شديدة من أمراض اللثة.
ما هي أمراض اللثة؟
أمراض اللثة تشمل مجموعة من الالتهابات التي تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان والمسؤولة عن تثبيتها ودعمها، وتشمل:
اللثة
جذر الرقبة السنية
الأربطة الداعمة للأسنان
العظم السنخي
وتُعد حالتان هما الأكثر شيوعاً:
1. التهاب اللثة (Gingivitis)
وهو التهاب قابل للعلاج، غالباً ما يحدث نتيجة تراكم البلاك على الأسنان.
2. التهاب دواعم الأسنان (Periodontitis)
وهو الحالة المتقدمة التي تترافق مع تدمير تدريجي لعدة أنواع من أنسجة الفم.
نتائج التحليل: ارتباط إيجابي مفاجئ
بعد مقارنة الحالة الصحية للمشاركين مع بيانات استخدام مضادات الاكتئاب، لاحظ الباحثون ما يلي:
انخفاض واضح في خطر الإصابة بأمراض اللثة لدى مستخدمي مضادات الاكتئاب.
تراجع أكثر وضوحاً في الحالات الشديدة من أمراض اللثة بين الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية.
ويوضح الباحثون أن مراقبات سابقة كانت قد لمحت إلى العلاقة نفسها، لكن هذه الدراسة تُعد من أوائل الدراسات التي توثق هذا الارتباط بشكل علمي دقيق.
أهمية النتائج وآفاق مستقبلية
يشير العلماء إلى أهمية إجراء أبحاث إضافية لتأكيد الآليات المحتملة التي تربط بين الصحة النفسية وصحة الفم.
ومع ذلك، فإن النتائج الحالية تفتح الباب أمام فهم جديد للعلاقة بين:
الأدوية النفسية
وظائف الجسم الأخرى، مثل صحة اللثة والفم
وقد تساعد هذه النتائج مستقبلاً في تحسين أساليب الوقاية والعلاج من أمراض اللثة، خصوصاً لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية.