تمكّن فريق من علماء الأعصاب في جامعة تولين الأمريكية من تحديد البروتين المسؤول عن بدء شعور الإنسان بالألم على المستوى الخلوي. يحمل هذا البروتين اسم VLK، وهو إنزيم يعمل خارج الخلايا العصبية ويُعدّ الحلقة الأولى في سلسلة تنشيط مستقبلات الألم. وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة Science المرموقة.

هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو فهم آليات الألم، ما قد يساهم في ابتكار جيل جديد من المسكنات الأكثر أماناً وفعالية.

كيف يعمل البروتين VLK داخل الجهاز العصبي؟

وجد العلماء أن الخلايا العصبية عندما تنشط تقوم بإفراز إنزيم VLK في الفراغ الموجود بين الخلايا. يقوم هذا الإنزيم بتعديل بروتينات موجودة على الخلايا المجاورة، مما يجعل مستقبلات الألم أكثر حساسية ويزيد من قوة الإشارات التي تصل إلى الدماغ.

قبل هذا الاكتشاف، كانت الأبحاث تركز فقط على عمل إنزيم VLK داخل الخلية، وليس خارجها.

تجارب على الفئران تكشف الدور الحاسم للبروتين

أجرى الباحثون تجارب دقيقة على فئران مخبرية لمعرفة مدى تأثير البروتين على الإحساس بالألم:

1. عند إزالة البروتين VLK من الخلايا العصبية:

لم تظهر الفئران أي ردود فعل مؤلمة بعد العمليات الجراحية.

كانت حركتها واستجابتها للمحفزات الطبيعية طبيعية تماماً، ما يشير إلى أن فقدان VLK يؤثر فقط على إشارات الألم دون إضعاف وظائف الأعصاب الأخرى.

2. عند زيادة مستوى VLK بشكل اصطناعي:

أصبحت الفئران أكثر حساسية للألم.

ازدادت استجابة مستقبلات الألم بشكل ملحوظ.

هذه النتائج تؤكد أن البروتين VLK هو العنصر الأساسي في تشغيل آليات الألم.

تطبيقات طبية: نحو مسكنات أكثر أماناً

يشير الاكتشاف إلى إمكانية تطوير أدوية حديثة تعتمد على حجب نشاط البروتين VLK، مما يعني:

تعطيل إشارات الألم من خارج الخلايا العصبية

فعالية عالية دون التأثير على الكبد والكلى

تقليل اعتماد المرضى على المسكنات التقليدية ذات الآثار الجانبية

إن تطوير مثل هذه الأدوية قد يُحدث نقلة نوعية في علاج الألم المزمن والحاد دون المخاطر المعروفة للأدوية الحالية.

يمثل اكتشاف الدور الجوهري لبروتين VLK خطوة غير مسبوقة في علم الأعصاب، وقد يغيّر طريقة فهمنا للألم وطرق علاجه. ومع تقدم الأبحاث، قد يصبح هذا البروتين هدفاً رئيسياً لتطوير مسكنات جديدة أكثر سلامة وفعالية.