الكشف عن التأثيرات طويلة المدى لنقص الحديد الغذائي
دراسات و أبحاث
الكشف عن التأثيرات طويلة المدى لنقص الحديد الغذائي
2 كانون الأول 2025 , 12:58 م

أشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Journal of Immunology إلى أنّ نقص الحديد في النظام الغذائي قد يحدّ بشكل كبير من قدرة الخلايا المناعية على مواجهة العدوى الفيروسية، خاصة في الرئتين، أظهرت النتائج المستندة إلى نموذج فأري لنقص الحديد، أنّ خلايا المناعة لم تتمكن من إنتاج الإشارة الضرورية لمكافحة الفيروسات، حتى بعد إعادة مستويات الحديد إلى وضعها الطبيعي.

تأثير نقص الحديد على المناعة الرئوية

أوضح الباحثون أنّ نقص الحديد خلال فترة الإصابة قد يخلّف آثاراً طويلة الأمد على الخلايا المناعية في الرئتين، مما يزيد من قابلية الإصابة بالعدوى الفيروسية المتكررة. كما قد يقدّم هذا الاكتشاف تفسيراً لارتباط نقص الحديد باضطرابات مثل الربو.

ويُعد نقص الحديد من المشكلات الصحية الشائعة عالمياً، ويؤثر بشكل أكبر على النساء والأطفال.

تصريحات الباحث الرئيسي

قال الدكتور توماس جي. كونورز، أستاذ مساعد لطب الأطفال في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا، والذي قاد الدراسة: "نأمل أن تعمّق هذه الدراسة فهم كيفية تأثير الحديد على تطوّر الجهاز المناعي، وأن تسهم في رفع الوعي بنقص الحديد باعتباره مشكلة صحية عالمية مهمة. قد يقود هذا البحث إلى تطوير تدخلات غذائية جديدة تدعم وظائف الخلايا التائية وتعزّز الحماية ضد العدوى، إضافة إلى الحدّ من الاستجابات المناعية الضارة عبر تعزيز مستويات الحديد الصحية."

كيف يؤثر نقص الحديد على الخلايا التائية؟

الخلايا التائية الذاكرة هي نوع من الخلايا المناعية التي تبقى في أنسجة الجسم، ومنها الرئتان لتتحرك بسرعة عند تكرار الإصابة بالعدوى نفسها.

وفي الدراسة، بحث فريق الدكتور كونورز كيفية تأثير نقص الحديد على هذه الخلايا، خاصة خلال مواجهة فيروس الإنفلونزا.

تصميم التجربة

قام الباحثون بتقسيم الفئران إلى مجموعتين:

مجموعة تحصل على نظام غذائي غني بالحديد

مجموعة تحصل على نظام غذائي منخفض الحديد

ثم تم تعريض جميع الفئران لعدوى الإنفلونزا، ومقارنة قدرة الخلايا التائية على الاستجابة بين المجموعتين.

النتائج الرئيسية

استطاعت الخلايا التائية تكوين ذاكرة مناعية ظاهرياً طبيعية حتى في حالة نقص الحديد.

لكن عند اختبار أدائها، واجهت خلايا الرئة تحديداً صعوبة شديدة في إنتاج بروتين الإنترفيرون غاما، وهو إشارة مناعية حيوية في مواجهة الفيروسات.

لم يتمكّن الباحثون من تصحيح هذا الخلل حتى بعد تزويد الخلايا بالحديد لاحقاً.

هذه النتائج تشير إلى أن نقص الحديد يسبّب عطباً وظيفياً دائماً في مناعة الرئتين.

خطط البحث المستقبلية

أكّد الدكتور كونورز أن واحدة من أهم نتائج الدراسة هي خصوصية تأثير نقص الحديد على الخلايا المناعية في الرئتين دون غيرها. وللبناء على هذه الملاحظة، يخطط الفريق العلمي للآتي:

دراسة الاستجابات المناعية داخل الرئتين بشكل أعمق.

فحص كيفية تأثر الخلايا المناعية بنقص الحديد على المستوى الجزيئي.

التعاون مع عيادة أطفال محلية لدراسة الاستجابات المناعية لدى الأطفال الذين يعانون من نقص الحديد.

تهدف هذه الجهود إلى نقل نتائج المختبر إلى تطبيقات حقيقية يمكن أن تُحسن صحة الأطفال عالمياً.

تسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية الحديد ليس فقط لصحة الدم، بل لدوره الجوهري في بناء جهاز مناعي قوي. وتكشف النتائج أن نقص الحديد قد يترك آثاراً طويلة الأمد على مناعة الرئتين، مما يستدعي تعزيز الوعي بهذه المشكلة الصحية ووضع استراتيجيات غذائية مناسبة للوقاية منها، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة.

المصدر: The Journal of Immunology