العلاقة بين الكولين والسمنة وصحة الدماغ  وخطر الإصابة بالزهايمر
دراسات و أبحاث
العلاقة بين الكولين والسمنة وصحة الدماغ وخطر الإصابة بالزهايمر
2 كانون الأول 2025 , 13:13 م

كشفت دراسة جديدة عن وجود رابط مدهش بين السمنة، وانخفاض مستويات الكولين في الجسم، وتسارع شيخوخة الدماغ، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة المبكرة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر. يشير الباحثون إلى أنّ الجمع بين السمنة ونقص الكولين قد يشكّل مؤشراً إنذارياً لبدء التدهور المعرفي قبل ظهور الأعراض بوقت طويل.

الكولين عنصر غذائي أساسي لصحة الدماغ والعمليات الحيوية، ونقصه مع الضغوط المرتبطة بالسمنة قد يضع الأساس لاضطرابات عصبية مستقبلية.

أهمية الكولين لصحة الدماغ

يقول عالم الأعصاب رامون فيلازكويز من جامعة ولاية أريزونا (ASU): "تضيف هذه الدراسة دليلاً جديداً على أنّ الكولين مؤشر مهم لاضطرابات التمثيل الغذائي وصحة الدماغ، وتؤكد ضرورة الحصول على كمية كافية منه يومياً لأنه عنصر أساسي لصحة الإنسان."

وأشار الباحث إلى أن عدة تقارير حديثة ربطت بين انخفاض مستوى الكولين في الدم وبين تغيّرات سلوكية تشمل القلق وضعف الذاكرة، إلى جانب اختلالات أيضية أخرى.

تفاصيل العينة الدراسية

قام الباحثون بدراسة:

15 شخصاً يعانون من السمنة، متوسط أعمارهم 33.6 سنة

15 شخصاً بصحة جيدة كمجموعة ضابطة

وتم تحليل مستويات العناصر الكيميائية والواسمات الحيوية لدى جميع المشاركين.

نتائج الدراسة

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم:

مستويات أقل من الكولين في الدورة الدموية

ارتفاع في المؤشرات الحيوية المرتبطة بالالتهاب

مستويات أعلى من بروتين NfL، وهو مؤشر على تلف الخلايا العصبية

وكانت العلاقة واضحة: كلما قلّ الكولين، ارتفع بروتين NfL، مما يشير إلى أن السمنة ونقص الكولين قد يتسببان في تدهور عصبي مبكر.

والأخطر، أن النمط نفسه ظهر في تحليل أنسجة أدمغة لأشخاص متوفين كانوا مصابين بألزهايمر أو ضعف إدراكي خفيف (MCI).

هل يسبب نقص الكولين الزهايمر؟

لا تثبت البيانات حتى الآن علاقة سببية مباشرة، لكنّ الصورة الكبرى تشير إلى أن:

السمنة

نقص الكولين

تسارع شيخوخة الدماغ

قد تكون عناصر مترابطة تقود إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.

وترى الباحثة جيسيكا جود من ASU: "تشير نتائجنا إلى أنّ الصحة الأيضية الجيدة ومستويات الكولين الكافية لدى البالغين الشباب تساهم في صحة الخلايا العصبية، مما يضع أساساً لشيخوخة صحية."

التعقيد العلمي لشيخوخة الدماغ

تؤكد الدراسة أن التدهور المعرفي مرتبط بعوامل متعددة، وأن فهم أسباب شيخوخة الدماغ يتطلب تحليل مجموعة واسعة من المتغيرات. وتساعد مثل هذه الأبحاث في كشف الروابط التي قد توضح كيف يبدأ الدماغ بالتراجع مع العمر.

ويعتقد الباحثون أن نقص الكولين قد يكون علامة مبكرة على الخرف، وربما يوفر تعزيز تناوله وسيلة وقائية.

كيف نحصل على الكولين؟

على الرغم من أن الجسم ينتج كمية صغيرة من الكولين، إلا أن معظم احتياجاتنا يجب الحصول عليها من الغذاء. وتشمل أهم مصادره:

البيض

الأسماك

الدواجن

البقوليات

الخضروات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط

تقول عالمة الكيمياء الحيوية ويندي وينسلو من ASU: "معظم الناس لا يدركون أنهم لا يحصلون على كفايتهم من الكولين. إضافة الأطعمة الغنية بالكولين إلى نظامك الغذائي يساعد في تقليل الالتهاب ودعم صحة الجسم والدماغ مع التقدم في العمر."

تقدّم هذه الدراسة تفسيراً جديداً لسبب اعتبار السمنة عاملاً خطراً للإصابة بألزهايمر. وقد يكون الكولين مفتاحاً مهماً في الحفاظ على صحة الدماغ ومنع التدهور العصبي المبكر. ومع توفر مصادر غذائية متعددة، يمكن بسهولة تعزيز الكولين ضمن النظام الغذائي اليومي للوقاية من المشكلات المعرفية في المستقبل.

المصدر: sciencealert