الكشف عن تأثير زيت الصويا على التمثيل الغذائي وارتباطه بزيادة الوزن
دراسات و أبحاث
الكشف عن تأثير زيت الصويا على التمثيل الغذائي وارتباطه بزيادة الوزن
3 كانون الأول 2025 , 13:23 م

يُعد زيت الصويا مكوّناً أساسياً في العديد من الأطعمة المُصنّعة، كما يشهد استهلاكه في الولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً.

وعلى الرغم من أنه خالٍ من الكوليسترول، فقد ربطت العديد من الدراسات بينه وبين زيادة الوزن والسمنة .

دراسة أمريكية تكشف: زيت الصويا يؤثر مباشرة في تمثيل الدهون داخل الكبد

أجرى علماء من جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد بحثاً خلُصوا فيه إلى أنّ زيت الصويا قادر على تغيير عمليات التمثيل الغذائي في الكبد وطريقة تعامل الجسم مع الدهون.

وقد نُشرت نتائج الدراسة في Journal of Lipid Research.

يشير الباحثون إلى أن أحد المكونات الأساسية في زيت الصويا، حمض اللينوليك، يتحول داخل الجسم إلى مركّبات تُسمّى أكسليبانات (Oxylipins)، وهي مواد ترتبط:

بالالتهاب

بتخزين الدهون

بزيادة الوزن

لكن التجارب كشفت أنّ زيادة الوزن لا تعتمد على الأكسليبانات وحدها.

تجارب على الفئران: بعض السلالات الجينية تكسر القاعدة

في التجربة، تناولت الفئران غذاءً غنياً بالدهون، فازدادت أوزانها بسرعة.

لكن مجموعة من الفئران المعدّلة وراثياً لم تتبع النمط نفسه.

لماذا لم تكتسب هذه الفئران وزناً؟

اكتشف العلماء أنّ هذه الفئران تنتج نسخة مختلفة من بروتين الكبد تؤثر في مئات الجينات المسؤولة عن استقلاب الدهون.

وتميزت هذه الفئران بخصائص فسيولوجية مختلفة:

إنتاج كمية أقل من الأكسليبانات رغم تناول ذات النظام الغذائي

قدرة أفضل على تشغيل الميتوكوندريا

مقاومة أعلى لزيادة الوزن

هذه النتائج تشير إلى أن الجينات تلعب دوراً محورياً في كيفية استجابة الجسم لزيت الصويا.

تحليل إضافي: الدور العميق للإنزيمات الوراثية

أظهر الفحص المتقدم أنّ الفئران المقاومة للسمنة تمتلك مستويات أقل بكثير من إنزيمين رئيسيين مسؤولين عن تحويل حمض اللينوليك إلى أكسليبانات.

هذا يعني أن:

الجينات

النظام الغذائي

عوامل بيولوجية أخرى

تحدد مدى حساسية الكائن الحي لزيادة الوزن الناتجة عن زيت الصويا.

هل ينطبق ذلك على البشر؟

يُظهر البشر نسختين من بروتين الكبد HNT.

غير أنّ النسخة البديلة، التي تقلل تكوين الأكسليبانات، تظهر غالباً فقط في حالات:

الأمراض المزمنة

الضغط الاستقلابي (Metabolic Stress)

ولهذا قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم لتأثيرات زيت الصويا وزيادة الوزن، تبعاً لاختلافاتهم الوراثية.

أبحاث جارية حول زيوت نباتية أخرى

بعد هذه النتائج، بدأ العلماء بتحليل تأثير زيوت نباتية غنية بحمض اللينوليك مثل:

زيت الذرة

زيت دوّار الشمس

زيت العصفر

وذلك لتحديد ما إذا كانت تُحدث التأثير نفسه على الوزن والتمثيل الغذائي.

تشير الدراسة إلى أن السمنة الناتجة عن زيت الصويا ليست مجرد نتيجة للاستهلاك الغذائي، بل ترتبط أيضاً بالعوامل الوراثية والطريقة التي يعالج بها الجسم الدهون.

هذا الاكتشاف قد يغيّر الطريقة التي ننظر بها إلى الزيوت النباتية “الصحية” الشائعة في الطعام المُصنّع.

المصدر: Наука Mail