التمارين الرياضية المنتظمة تقلل نمو الأورام السرطانية بنسبة كبيرة
دراسات و أبحاث
التمارين الرياضية المنتظمة تقلل نمو الأورام السرطانية بنسبة كبيرة
4 كانون الأول 2025 , 12:27 م

تؤكد الدراسات منذ سنوات فوائد النشاط البدني للصحة العامة، سواء في الوقاية من الأمراض المزمنة أو تحسين جودة الحياة. إلا أن بحثاً علمياً جديداً يكشف جانباً أكثر إثارة: التمارين الرياضية قد تبطئ نمو الأورام السرطانية بشكل ملحوظ عبر حرمانها من “مصادر تغذيتها”.

الدراسة التي نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences تقدّم فهماً أعمق لكيفية تأثير الحركة على العمليات الحيوية داخل الجسم، خصوصاً في ما يتعلق باستخدام الغلوكوز والأكسجين بين العضلات والأورام.

كيف أجريت الدراسة؟

لتحليل تأثير التمارين على نمو الأورام، قام الباحثون بحقن فئران تجارب بخلايا سرطان الثدي، ثم تقسيمها إلى مجموعتين:

مجموعة تعتمد على نظام غذائي عالي الدهون (60% دهون).

مجموعة تعتمد على نظام غذائي طبيعي للمقارنة.

كما وُضع لفئران المجموعة الأولى عجلات جري لممارسة التمارين بشكل طوعي، بينما ظلت الفئران الأخرى غير نشيطة.

لمتابعة التغيرات الأيضية، استخدم الباحثون نظائر مستقرة من الغلوكوز والغلوتامين لتحديد كيفية استهلاك الطاقة بين العضلات والورم.

نتائج صادمة بعد أربعة أسابيع

دراسة علمية جديدة تكشف أن التمارين الرياضية المنتظمة تقلّل نمو الأورام السرطانية بنسبة كبيرة

بعد مرور أربعة أسابيع فقط، كانت النتائج واضحة ومدهشة:

انخفاض حجم الأورام بنسبة تصل إلى 60%

الفئران المصابة بالسمنة والتي مارست الجري أظهرت انخفاضاً في حجم الأورام بنسبة تقارب 60% مقارنة بغير النشطة.

ورغم السمنة، كانت مستويات الغلوكوز والإنسولين في دمها مشابهة للفئران ذات الوزن الطبيعي.

تحوّل في طريقة توزيع الطاقة داخل الجسم

بعد جلسة جري معتدلة لمدة 30 دقيقة بسرعة 15 متر/دقيقة، لوحظ ما يلي:

زيادة امتصاص العضلات للقلوكوز بشكل كبير.

انخفاض امتصاص الورم للغلوكوز وهو المصدر الأساسي لنموه وتطوّره.

هذا يعني أن التمارين جعلت العضلات “تسحب” الطاقة من الورم، مما أدى إلى إبطاء نموه.

تأثير مماثل على أنواع أخرى من السرطان

اختبر العلماء التأثير ذاته على نوع من الميلانوما (سرطان الجلد) الذي لا يتأثر عادة بالسمنة. وكانت النتيجة إيجابية أيضاً، مما يشير إلى أن:

إبطاء نمو الورم من خلال تنظيم الغلوكوز قد يكون تأثيراً عاماً لا يعتمد على نوع السرطان.

جينات تتغير بسبب النشاط البدني

وجد الباحثون تغيّراً في 417 جيناً يتعلق بعمليات الأيض وإنتاج الطاقة لدى الفئران التي مارست التمارين، مقارنة بغير النشطة.

كما رُصد انخفاض في مستوى بروتين mTOR المعروف بدوره في تحفيز نمو الخلايا السرطانية. وهذا الانخفاض قد يفسّر قدرة التمارين على إبطاء نمو الأورام.

هل تنطبق النتائج على البشر؟

يشير العلماء إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات على البشر، لكن النتائج الحالية تدعم بقوة الفكرة التالية:

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تساهم في تقليل نمو الأورام عبر تغيير الطريقة التي يستخدم بها الجسم الطاقة.

تكشف هذه الدراسة عن دور جديد ومذهل للنشاط البدني يتجاوز تحسين الصحة العامة، ليصل إلى إضعاف الخلايا السرطانية عبر حرمانها من الوقود الأساسي لنموها.

وبينما يحتاج البشر إلى تجارب سريرية موسّعة، فإن الرسالة واضحة:

التحرك اليوم قد يكون خطوة حقيقية في الوقاية من السرطان وإبطاء تطوره.

المصدر: Science Mail