بيان صادر عن القوى الوطنية السياسية السورية في الذكرى الأولى لسقوط الدولة السورية
أخبار وتقارير
بيان صادر عن القوى الوطنية السياسية السورية في الذكرى الأولى لسقوط الدولة السورية
7 كانون الأول 2025 , 04:37 ص


بسم الشعب السوري، وباسم الدماء الزكيّة التي روَت تراب الوطن

يا أبناء وبنات سورية، في الداخل والشتات،

تحلّ علينا الذكرى الأولى لسقوط الدولة السورية، لا كتاريخٍ عابر في روزنامة السياسة، بل كجرحٍ مفتوح في قلب كل سوري، وكارثةٍ لم تعرف بلادنا لها مثيلاً في تاريخها الحديث.

إنّها ذكرى ضياع الإطار الذي كان – على كل عيوبه – يجمع السوريين تحت سقفٍ واحد، وتحوّل الوطن من دولةٍ واحدة إلى ساحات متنازعة ومفتوحة للسلاح والتجزئة والتدخّلات الأجنبية.

لقد فقدت سورية في هذه المحنة مسارها الحضاري، واهتزّت هيبتها بين الأمم، وتشرذم شعبها وتصدّع نسيجه الاجتماعي.

إنّ ضياع سورية ليس خسارةً لأبنائها فحسب، بل خسارةً للإنسانية جمعاء؛ فهي التي كانت عبر العصور منارةً للعلم والثقافة والتاريخ.

سقطت الدولة يوم تحوّلت مؤسساتها من إطارٍ يحمي السوريين إلى أداةٍ لقمعهم، وحين حلّ منطق الميليشيا محلّ منطق القانون، ومنطق الثأر محلّ منطق العدالة، ومنطق الطائفة والعصبية محلّ منطق المواطنة والوطن.

ندين ونستنكر هذا المصير المأساوي بكل ما فينا من قوة. وإذ نحمّل مسؤولية هذا الانهيار لكل من ساهم في قتل فكرة الدولة الوطنية – من منظومات الاستبداد القديمة، إلى جماعات التطرّف الديني، إلى القوى الإقليمية والدولية التي حوّلت سورية إلى ملف نفوذ – فإننا نرفض في الوقت ذاته منطق اليأس والاستسلام، ونرى في هذه الذكرى نداءً لتجديد العهد مع مشروع الدولة، لا مع مشروع العصابة أو الإمارة أو الدويلة.

تأييد الدعوة للاعتصام السلمي

في هذا المقام الذي تتجلى فيه مرارة الفقد وحسرة الضياع، وإيماناً منا بأن الحداد ليس استسلاماً بل موقفًا وطنيًا يعبّر عن وعينا بحجم المأساة وإصرارنا على ألا ننسى، تعلن القوى الوطنية السياسية السورية:

* تأييدها الكامل للاعتصام السلمي الذي دُعي إليه تزامنًا مع هذه المناسبة، بوصفه فعلًا وطنيًا حضاريًا، وحدادًا على ما آلت إليه الدولة السورية من انهيار، وتعبيرًا عن رفض تحويل سورية إلى أرضٍ بلا قانون ولا كرامة.

* وتدعو جميع السوريات والسوريين، في الداخل والمهجر، إلى المشاركة – كلٌّ بقدر استطاعته – في هذا الاعتصام وأمثاله؛ حضورًا ميدانيًا حيث يُمكن، أو عبر الكلمة والصورة والوقفة الرمزية، تحت راية واحدة: راية الوطن، لا رايات الفصائل والطوائف.

إن هذا الاعتصام يمثل صوتاً جماعياً يرفض الظلم ويطالب بالكرامة والعدالة. إنه واجب وطني وأخلاقي، ومساحة للتعبير عن الحزن النبيل والإيمان العميق بأن سوريا — مهما خبت — ستنهض من جديد برجالها ونسائها الأحرار.

إن المشاركة فيه ليست مجرد وقفة رمزية، بل هي تجديدٌ للعهد الوطني بأن الذاكرة لن تموت، وأن إرادة الحياة والوحدة والكرامة ستنتصر في النهاية.

مبادئنا الثابتة وعهد التجديد

وانطلاقًا من هذا الوعي، تؤكد القوى الوطنية السياسية السورية ما يلي:

1. التمسّك بوحدة سورية أرضًا وشعبًا، ورفض كل أشكال التقسيم والكانتونات والحكم الفئوي أياً كان عنوانه أو غطاؤه الأيديولوجي أو الطائفي.

2. تبنّي مشروع دولة مدنية وطنية تقوم على المواطنة المتساوية، وسيادة القانون، واستقلال القضاء، وتداول السلطة عبر انتخابات حرّة، لا عبر فوهة البندقية أو شعارات التطرّف.

3. اعتبار ضحايا سورية من جميع المناطق والمكوّنات شهداء لوطنٍ واحد، وجعل قضيتهم في صلب أي رؤية جادّة للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، بعيدًا عن منطق الانتقام أو التوظيف الفئوي للدم.

4. رفض كل أشكال التبعيّة والارتهان للخارج، والتأكيد على حق السوريين وحدهم في تقرير مستقبل دولتهم ضمن إطار وطني جامع.

ليكن هذا اليوم:

* لحظة قراءةٍ صامتة على روح الدولة التي سقطت،

* وتجديدًا للعهد على ألّا ندفن معها فكرة الوطن،

* وتأكيدًا أن بديل الانهيار ليس الفوضى ولا حكم الميليشيا، بل بناء دولة سورية جديدة تحمي شعبها ولا تقتله، تجمعه ولا تفرّقه، وتحفظ كرامة الإنسان قبل أي شعارات أخرى.

إنّ القوى الوطنية السياسية السورية تتعهّد أمام الشعب السوري بأن تبقى صوتًا:

* ضد الطائفية،

* وضد التطرّف،

* وضد الاستبداد بكل أشكاله،

* ومع مسارٍ وطني سلميّ تراكميّ يعيد لسورية مكانتها، وللسوري معنى أن يكون مواطنًا حرًا في وطنٍ حر.

سورية تبقى… والشعب السوري خالد

القوى الوطنية السياسية السورية

حزب التحرر الوطني-سوريا

تجمع أفق سوري جديد

لقاء التشاور الوطني

٨ كانون الأول ٢٠٢٥