الكشف عن العلاقة بين المعادن الدقيقة وصحة الأمعاء والتهاب المفاصل
دراسات و أبحاث
الكشف عن العلاقة بين المعادن الدقيقة وصحة الأمعاء والتهاب المفاصل
7 كانون الأول 2025 , 11:45 ص

أعلن فريق من الباحثين في مركز البيوإليمينتولوجيا والبيئة البشرية بجامعة سيتشينوف بالتعاون مع علماء من الصين عن اكتشاف آليات جديدة تربط بين اضطراب مستويات بعض المعادن الدقيقة في الجسم، وتغيّرات الميكروبيوم المعوي، والتقدم في التهاب المفاصل الروماتويدي ، وقد نُشرت نتائج هذا العمل في مجلة Journal of Trace Elements in Medicine and Biology.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي أحد أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أنسجة المفاصل مما يسبب:

التهابات حادة

آلاما مزمنة

تآكلا تدريجيا في الغضاريف

ولهذا يسعى العلماء إلى فهم العوامل المشتركة التي تؤدي إلى تفاقمه.

منهجية الدراسة: تحليل شامل لثلاثة عناصر أساسية

شارك في التجربة:

41 مريضا يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي

41 شخصا سليما للمقارنة

وتم تحليل ثلاثة محاور رئيسية:

1. مستويات المعادن الدقيقة في الدم

شملت: السيلينيوم، الزنك، الحديد، الكالسيوم.

2. تركيب الميكروبيوم المعوي

تحديد أنواع البكتيريا النافعة والضارة لدى كل مشارك.

3. مؤشرات تلف المفاصل

تماما عبر قياس:

بروتين COMP (علامة على تآكل الغضاريف)

مكوّن C3 من نظام المتممة (علامة التهابية)

نتائج الدراسة: مشهد مترابط يكشف الصورة الكاملة

نقص المعادن بداية المشكلة

المشاركون المصابون بالتهاب المفاصل أظهروا نقصا واضحا في:

السيلينيوم

الزنك

الحديد

الكالسيوم

وهي عناصر أساسية للمناعة وصحة المفاصل.

اضطراب الميكروبيوم المعوي

لوحظ لدى المرضى:

انخفاض في البكتيريا النافعة

ارتفاع في الأنواع الضارة

وهو ما قد يعزز الالتهاب وتدهور المناعة.

مؤشرات التلف أعلى بثماني مرات

مستوى بروتين COMP لدى المرضى كان أعلى بمعدل 8 مرات مقارنة بالأشخاص الأصحاء، مما يشير إلى تآكل قوي في الغضاريف.

العلاقة الثلاثية: عندما تتكامل العوامل

من أهم ما توصل إليه الباحثون أنهم وجدوا ارتباطا مباشرا بين جميع العناصر الثلاثة:

وجود مستويات صحية من السيلينيوم والحديد، إلى جانب ميكروبيوم متوازن، ارتبط بانخفاض تلف الغضاريف.

أما نقص الزنك والسيلينيوم واضطراب البكتيريا المعوية فاقترن بتدهور شديد في الغضاريف وارتفاع مؤشرات الالتهاب.

ما الذي يعنيه هذا للمستقبل؟

يشير العلماء إلى ضرورة إجراء دراسات أوسع لتأكيد النتائج، لكنهم يؤكدون أن هذه البيانات تمهد الطريق لطرق علاج جديدة قد تعتمد على:

تحسين توازن المعادن الدقيقة في الجسم

إعادة بناء الميكروبيوم المعوي الصحي

استخدام معايير مثل بروتين COMP لتحديد فعالية العلاج

وهذا قد يُحدث ثورة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي والوقاية منه.

المصدر: Science Mail