ارتفاع حاد في حالات سرطان الزائدة الدودية بين الشباب
دراسات و أبحاث
ارتفاع حاد في حالات سرطان الزائدة الدودية بين الشباب
7 كانون الأول 2025 , 15:29 م

يسجّل نوع نادر جدا من السرطان ارتفاعا حادا بين الأجيال الشابة، في ظاهرة أربكت الخبراء وأثارت أسئلة ملحّة حول أسبابها، فقد كشفت أبحاث حديثة في الولايات المتحدة أن أفراد جيل إكس والجيل الألفي (ميلينيالز) أكثر عرضة بثلاث إلى أربع مرات للإصابة بسرطان الزائدة الدودية مقارنة بالأجيال الأكبر سنا.

هذا العضو الصغير الذي يتدلّى من الجهاز الهضمي عادةً لا يثير القلق إلا عند التهاب الزائدة، لكن الواقع يتغير بسرعة وبصورة مقلقة

تحول غير مسبوق في الفئات العمرية المصابة

تاريخيا، كان سرطان الزائدة الدودية يُشاهد غالبا لدى كبار السن، لكن اليوم تشير الإحصاءات إلى أنّ واحدا من كل ثلاثة مرضى يُشخّصون بالمرض هم دون سن الخمسين.

تقود هذه الأبحاث أندريانا هولووتيج، خبيرة علم الأوبئة والبيولوجيا الجزيئية في جامعة فاندربيلت، التي لاحظت منذ سنوات ازديادا حادا في معدلات هذا السرطان عبر الأجيال.

تقول هولووتيج عام 2024:

"رغم التقدم الكبير في فهم وعلاج أنواع أخرى من السرطان، لا يزال هناك فجوة كبيرة فيما يتعلق بسرطان الزائدة الدودية."

ووفق تحليل وطني قادته عام 2020، فقد ارتفعت نسبة الإصابة بنسبة 232% بين عامي 2000 و2016، وشهدت كل الأجيال هذا الارتفاع.

هل الزائدة الدودية عضو غير مهم؟ العلم يقول غير ذلك

لطالما اعتُقد أن الزائدة عضو بلا فائدة، لكن الأدلة الحديثة تشير إلى أنها قد تلعب دورا في المناعة وحفظ الميكروبيوم.

أما التهاب الزائدة (Appendicitis) فهو أكثر مشكلاتها شيوعا، ونادرا ما يُكتشف السرطان عند استئصالها بسبب هذا الالتهاب. والمشكلة أن سرطان الزائدة يتقدم بصمت، إذ تتشابه أعراضه مع أمراض شائعة مثل:

آلام البطن

الانتفاخ

ألم الحوض

مشكلات هضمية

أعراض تشبه سرطان القولون

وبينما يتم تشخيص نحو 150 ألف حالة بسرطان القولون سنويًا في الولايات المتحدة، لا يُكتشف سوى 3,000 حالة فقط من سرطان الزائدة، مما يقلل الوعي والبحث حول المرض.

تقول هولووتيج:

"رغم ندرة المرض، فإن تقييم الأعراض مبكرا مهم للغاية، حتى نستبعد احتمال وجود سرطان الزائدة أو نكتشفه مبكرا."

غياب إرشادات الفحص وصعوبة التشخيص

حتى اليوم، لا توجد إرشادات فحص معتمدة للكشف المبكر عن سرطان الزائدة. وتوضح هولووتيج أنّ السرطان يمكن أن يُفوت بسهولة، خاصة مع الاتجاه المتزايد لعلاج التهاب الزائدة دون جراحة.

في بعض الحالات، يُشبه المرض إصابات أخرى مثل:

الفتاق

الأورام الليفية

التكيسات

آفات بطانة الرحم لدى النساء

كما أنّ الأورام الزائدية تختلف جزيئيا عن سرطانات القولون، وتتصرف بطريقة مغايرة ولا تستجيب لأنواع العلاج الكيميائي المستخدمة عادةً مع سرطان القولون، إضافة إلى انتشارها الأكبر بين الشباب.

وفق أحدث بيانات فريق فاندربيلت، فإنّ:

مواليد 1976–1984 لديهم ثلاثة أضعاف خطر الإصابة

مواليد 1981–1989 لديهم أربعة أضعاف الخطر

وحتى الآن لا يعرف أحد السبب.

ما وراء الارتفاع الحاد؟ فرضيات محتملة

يفترض العلماء أن عوامل عدة قد تتداخل وراء هذا الارتفاع، منها:

1. أنماط الحياة الحديثة

الأنظمة الغذائية عالية المعالجة

انخفاض النشاط البدني

اضطرابات النوم

2. العوامل الوراثية

وجود طفرات أو متغيرات جينية موروثة قد تزيد قابلية الإصابة.

3. التعرض للملوثات

تشير دراسات إلى دور محتمل لـ:

المواد الكيميائية الدائمة (Forever Chemicals) في مياه الشرب

الميكروبلاستيك

الملوثات الصناعية

يقول الجراح المتخصص في الأورام ستيفن أهرندت من جامعة كولورادو:

"نرى عددا متزايدا من الحالات في العشرينات والثلاثينات من العمر، ومع ارتفاع سرطان القولون بين الشباب، فمن المنطقي أن العوامل ذاتها قد تؤثر على سرطان الزائدة."

ارتفاع السرطان بين الشباب: جزء من ظاهرة أكبر

أظهرت دراسات أخرى زيادة هائلة في السرطانات المبكرة عموما، إذ ارتفع معدل التشخيص لمن هم دون الخمسين بنسبة 80% خلال ثلاثة عقود، وفق دراسة عام 2023.

وأظهر تحليل دولي عام 2022 أن سرطانات الجهاز الهضمي كانت الأكثر تسارعا خصوصا:

سرطان الأمعاء

سرطان الزائدة

سرطان القناة الصفراوية

سرطان البنكرياس

ويتوقع الخبراء أن تكون الأغذية فائقة التصنيع والكحول وقلة النوم عوامل مؤثرة كذلك.

الخطوات القادمة وأمل في كشف اللغز

تؤكد هولووتيج وفريقها أن العمل مستمر لكشف:

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

وما الأسباب الحقيقية وراء هذا الارتفاع؟

وتقول عبر موقع مختبرها في جامعة فاندربيلت:

"بسبب ندرته، لا يحظى سرطان الزائدة بالاهتمام الكافي. نحن ملتزمون بإحداث تقدم حقيقي في فهم هذا المرض لمساعدة المرضى.

المصدر: sciencealert