أهمية الجرعات المنخفضة من العلاج المناعي لمرضى سرطان الجلد
دراسات و أبحاث
أهمية الجرعات المنخفضة من العلاج المناعي لمرضى سرطان الجلد
8 كانون الأول 2025 , 15:29 م

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد كارولينسكا أن استخدام جرعات أقل من أحد أدوية العلاج المناعي المعتمدة لعلاج سرطان الجلد الخبيث (الميلانوما) قد يمنح نتائج أفضل في مقاومة الأورام، مع تقليل الآثار الجانبية الخطيرة التي يعاني منها العديد من المرضى. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة المعهد الوطني للسرطان (Journal of the National Cancer Institute).

فعالية أعلى بجرعات أقل

تقول الباحثة هيلدور هيلغادوتير، المتخصصة في قسم الأورام–علم الأمراض بمعهد كارولينسكا: "النتائج مهمة للغاية في مجال الأورام، فقد وجدنا أن الجرعة المنخفضة من العلاج المناعي لا تقلل فقط من الآثار الجانبية بشكل كبير، بل تُظهر أيضاً فعالية أعلى ضد الأورام وتزيد من معدلات البقاء على قيد الحياة."

العلاجان المستخدمان هما:

نيڤولوماب (Nivolumab)

إيبيلوموماب (Ipilimumab) – وهو الأغلى ثمناً والأكثر تسبباً في الآثار الجانبية.

لماذا تعتمد السويد الجرعات المنخفضة؟

التقليد الطبي العالمي يعتمد جرعات ثابتة ومعتمدة من هذه الأدوية، إلا أنّ السويد بدأت في اتباع بروتوكول بجرعات أقل من "إيبيلوموماب" بسبب قوة آثاره الجانبية وارتفاع تكلفته.

وتوضح هيلغادوتير: "لدينا في السويد مرونة أكبر في تحديد الجرعات المناسبة للمرضى، بينما تُقيّد أنظمة التعويض المالي العديد من الدول الأخرى بالجرعات المعتمدة رسمياً."

نتائج الدراسة: أرقام لافتة

شملت الدراسة نحو 400 مريض يعانون من ميلانوما متقدمة وغير قابلة للجراحة.

أبرز النتائج:

ارتفاع نسبة الاستجابة للعلاج:

الجرعة المنخفضة: 49%

الجرعة التقليدية: 37%

مدة البقاء دون تقدم المرض (Progression-Free Survival):

الجرعة المنخفضة: 9 أشهر

الجرعة التقليدية: 3 أشهر

متوسط البقاء الكلي على قيد الحياة:

الجرعة المنخفضة: 42 شهراً

الجرعة التقليدية: 14 شهراً

الآثار الجانبية الخطيرة:

الجرعة المنخفضة: 31%

الجرعة التقليدية: 51٪

الأثر المحتمل للدراسة وتحدياتها

تشير الباحثة إلى أن: "العلاجات المناعية فعالة للغاية، لكنها قد تسبب آثاراً جانبية خطيرة أو حتى مهددة للحياة. تشير نتائجنا إلى أن الجرعات المنخفضة قد تساعد المرضى على الاستمرار في العلاج لفترة أطول، مما يساهم في تحسين النتائج وزيادة البقاء."

ورغم أن الدراسة أخذت بعين الاعتبار مجموعة من العوامل مثل العمر ومرحلة الورم، إلا أنها دراسة رصدية بأثر رجعي، ما يعني أنه لا يمكن الجزم بعلاقة سببية نهائية، بل الحاجة إلى دراسات مستقبلية مؤكدة.

المصدر: Journal of the National Cancer Institute