كشف علماء لغويون أن جمال نطق الكلمة لا يؤثر فقط في مدى تقبّلنا لها، بل يمتد ليؤثر بوضوح على قدرتنا على تذكّرها، وللمرة الأولى تمكن الباحثون من دراسة تأثير الصوت بشكل مستقل تماما عن المعنى، بفضل استخدام كلمات مصطنعة بلا دلالة.
كيف أُجري البحث؟
أعدّ باحثون من جامعة فيينا في النمسا مجموعة من الكلمات الخيالية مثل:
clisious
smanious
وقد صُنّفت هذه الكلمات مسبقا إلى ثلاث فئات صوتية:
1. كلمات عذبة أو جميلة الصوت
2. كلمات حيادية
3. كلمات غير جميلة أو نافرة الصوت
شارك في التجربة 100 متحدث أصلي للغة الإنجليزية، طُلب منهم:
1. محاولة حفظ الكلمات الجديدة
2. استرجاعها من الذاكرة
3. تقييمها حسب درجة «جمال الصوت»
النتيجة: الجمالية أهم من التصنيف العلمي
الكلمات الجميلة تُحفظ أسرع ( مصدر الصورة: Freepik )الكلمات الجميلة تُحفظ أسرع ( مصدر الصورة: Freepik )
أظهرت النتائج أن المشاركين تذكّروا الكلمات التي رأوها هم شخصيًا «الأجمل صوتا»، حتى إن لم تتوافق تلك الكلمات مع التصنيف الصوتي الموضوع مسبقا من قبل الباحثين.
يشير ذلك إلى أن الدراسات السابقة — التي كانت تعتمد على كلمات ذات معنى مثل harmony أو drudge — تأثرت معاني كلماتها بالضرورة، مما غطّى على التأثير الصوتي الخالص.
لغز الذاكرة والجمالية .. أيهما يأتي أولا؟
تطرح الباحثة تيريزا ماتسينغر من جامعة فيينا سؤالا محوريا:
هل نتذكر الكلمات لأنها جميلة، أم نراها جميلة لأنها سهلة التذكر؟
وتضيف أن بعض التركيبات الصوتية قد تبدو مألوفة أو مريحة للأذن لأنها شائعة في اللغة الأم، مما يجعل تذكرها أسهل تماما كما يحدث مع الألحان الموسيقية المألوفة.
لماذا يعد هذا الاكتشاف مهما؟
يفتح هذا البحث الباب لتطوير مجالات متعددة، من بينها:
1. تعليم اللغات الأجنبية
اختيار كلمات ذات صوت محبب قد يساعد المتعلمين على اكتساب المفردات بشكل أسرع.
2. العلامات التجارية ونحت الأسماء (NLP & Naming)
الشركات قد تستفيد من انتقاء أسماء «جميلة الصوت» يسهل تذكرها.
3. فهم تطور اللغات
قد يفسّر البحث لماذا تبقى بعض الكلمات في اللغات عبر الزمن بينما تتلاشى أخرى.
نُشرت الدراسة في مجلة PLOS One العلمية.