اكتشاف ثوري لعلاج آلام البطن المزمنة ببتيدات فموية آمنة من جامعة فيينا
منوعات
اكتشاف ثوري لعلاج آلام البطن المزمنة ببتيدات فموية آمنة من جامعة فيينا
25 تشرين الثاني 2024 , 16:08 م

طور فريق من جامعة فيينا علاجا جديدا باستخدام ببتيدات فموية مستهدفة للأمعاء لعلاج آلام البطن المزمنة بشكل آمن، مما يتجنب مخاطر الأفيونيات. هذه العلاجات المبتكرة قد تُحدث ثورة في مجال رعاية الأمراض المعوية.

فريق بحثي يبتكر علاجا جديدا لآلام البطن المزمنة

أعلن فريق من الباحثين في جامعة فيينا، بقيادة الكيميائي الطبي ماركوس موتنثالر، عن تطويرهم لفئة جديدة من الأدوية الببتيدية الفموية التي تهدف لعلاج آلام البطن المزمنة، هذا العلاج الثوري يمثل حلاً آمنا وغير معتمد على الأفيونيات لعلاج حالات مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) وأمراض الأمعاء الالتهابية (IBD)، التي تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. تم نشر نتائج البحث في العدد الدولي من المجلة الشهيرة Angewandte Chemie.

نهج مبتكر في إدارة الألم

الأدوية الحالية المستخدمة لعلاج آلام البطن المزمنة غالبًا ما تعتمد على الأفيونيات، ولكن هذه الأدوية قد تتسبب في آثار جانبية شديدة مثل الإدمان، والغثيان، والإمساك. علاوة على ذلك، تؤثر الأفيونيات على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى التعب والنعاس، مما يؤثر سلبا على جودة حياة المرضى. يشكل خطر الإدمان مشكلة خاصة وقد ساهم في تفشي أزمة الأفيونيات العالمية. لذلك، هناك حاجة ملحة لإيجاد بدائل تقلل من هذه المخاطر.

العلاج الجديد: استهداف مستقبلات الأوكسيتوسين في الأمعاء

يستهدف هذا العلاج الجديد مستقبلات الأوكسيتوسين في الأمعاء. يُعرف الأوكسيتوسين بـ "هرمون الحب" نظرا لدوره في الروابط الاجتماعية. وما لا يعرفه الكثيرون هو أن الأوكسيتوسين يمكن أن يؤثر أيضًا في إدراك الألم، عندما يرتبط هرمون الأوكسيتوسين بهذه المستقبلات، يرسل إشارات تساعد في تقليل إشارات الألم في الأمعاء. الميزة الرئيسية لهذا النهج هي أنه موجه خصيصا للأمعاء، مما يقلل من خطر الآثار الجانبية بسبب تأثيره المحدود على الجهاز الهضمي.

الأوكسيتوسين الفموي: اختراق علمي جديد

لا يمكن تناول الأوكسيتوسين بشكل فموي لأنه يتعرض للتحلل السريع في الجهاز الهضمي. ومع ذلك، نجح فريق الباحثين بقيادة البروفيسور موتنثالر في تطوير مركبات أوكسيتوسين مستقرة في الأمعاء، لكنها لا تزال قادرة على تنشيط مستقبلات الأوكسيتوسين بشكل فعال وانتقائي. هذا يعني أن هذه الببتيدات الشبيهة بالأوكسيتوسين يمكن تناولها فمويا، مما يوفر علاجا مريحا للمرضى. هذه الخطوة تمثل ابتكارا كبيرا، حيث أن معظم الأدوية الببتيدية (مثل الأنسولين وGLP1) تحتاج إلى الحقن بسبب تحللها السريع في الأمعاء.

الخطوات التالية والآفاق المستقبلية

بدعم من المجلس الأوروبي للبحث، يعمل العلماء حاليًا على تحويل نتائج بحثهم إلى تطبيقات عملية. الهدف هو طرح هذه الببتيدات في السوق كعلاج فعال وآمن لآلام البطن المزمنة، بالإضافة إلى ذلك فإن النهج العام لاستخدام الأدوية الببتيدية المستقرة والفموية والموجهة للأمعاء قد يحدث تحولا في علاج الأمراض المعوية، حيث أن إمكانيات الببتيدات العلاجية في هذا المجال لم تُستكشف بالكامل بعد.

وقد حصل الفريق بالفعل على براءة اختراع لمركبات الأدوية التي تم تطويرها، وهو الآن يسعى بنشاط إلى جذب المستثمرين والشركاء الصناعيين لدفع هذه المركبات إلى المرحلة السريرية.