توصل باحثون إلى اكتشاف أقوى خيوط عنكبوت معروفة حتى الآن، تنتجها عناكب استوائية من جنس Caerostris. ويكشف هذا الاكتشاف عن إمكانات هائلة لاستخدام هذا المادة الحيوية الفريدة في مجالات طبية متقدمة، مثل تجديد الجلد وحتى العظام.
عناكب الطبيعة مهندسون فائقو الدقة
تُعد العناكب الناسجة للشِّباك الدائرية من أبرع المهندسين في عالم الطبيعة، إذ تنسج أكبر الشبكات وأكثرها متانة مما هو معروف علميا.
ووفقا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Integrative Zoology، تبيّن أن إناث العناكب هي التي تنتج أقوى الخيوط على الإطلاق.
الأنواع التي تمت دراستها
ركز العلماء على نوعين من العناكب القافزة:
Caerostris darwini
Caerostris kuntneri
وقد جُمعت عينات من:
أربع إناث من النوع الأول
ثلاث إناث من النوع الثاني
وذلك داخل حديقة أنالامازوترا الوطنية في مدغشقر، وهي موطن طبيعي لهذه العناكب العملاقة.
كيف أُجريت التجارب العلمية؟
في المختبر، قام الباحثون بتربية صغار العناكب للحصول على خيوط من:
الذكور والإناث
مختلف المراحل العمرية (مراحل النمو الحيوي)
ولضمان دقة النتائج:
جُمعت خيوط العنكبوت بعد نحو أسبوعين من عملية الانسلاخ
تم جمعها دائما قبل التغذية
قياس المتانة في ظروف تحاكي الطبيعة
قام الباحثون بما يلي:
قياس قطر الخيوط باستخدام مجهر دقيق
شدّ الخيوط تدريجيا باستخدام آلة اختبار نانوميكانيكية حتى نقطة الانقطاع
وأُجريت التجارب في ظروف قريبة من البيئة الطبيعية:
درجة حرارة: 25 درجة مئوية
رطوبة نسبية: 65–70%
النتائج: إناث العناكب تتفوّق بوضوح
أظهرت النتائج أن:
إناث كلا النوعين تنتج خيوطا أكثر متانة وأعلى مقاومة للشد من خيوط الذكور
ويُرجع العلماء هذا التفوق إلى:
الحجم الأكبر للإناث، إذ تكون أكبر من الذكور بنحو ثلاثة أضعاف
حاجتهن لاصطياد فرائس أكبر، ما يتطلب شبكات أشد قوة
ماذا يعني هذا الاكتشاف للطب؟
يرى الباحثون أن الفهم الدقيق للبنية التي تمنح هذه الخيوط قوتها الفائقة قد يفتح الباب أمام:
تطوير مواد حيوية جديدة
استخدامها في ترميم الجلد البشري
المساهمة مستقبلا في إصلاح وتجديد العظام
وهو ما يجعل هذا الاكتشاف ذا قيمة كبيرة في مجال التقنيات الحيوية والطب التجديدي.