كثيرا ما نسمع بمصطلحي الورم والسرطان ويُستخدمان أحيانا وكأنهما الشيء نفسه، سواء في أحاديث الناس أو حتى في بعض السياقات الطبية. لكن الحقيقة أن هناك فرقا علميا مهما بينهما، وفهم هذا الفرق يساعد المرضى وذويهم على استيعاب الحالة الصحية بشكل أوضح واتخاذ قرارات علاجية أكثر وعيا.

ما هو الورم؟

بحسب موقع The Conversationيُعرِّف قاموس أكسفورد الورم (Tumor) بأنه:

"أي تورّم أو نمو غير طبيعي داخل الجسم أو على أحد أجزائه".

يمكن أن تتكوّن الأورام في أي نسيج من أنسجة الجسم تقريبا، مثل:

الدهون

العضلات

العظام

الأعصاب

الغدد

هل كل ورم يُعد سرطانا؟

لا.

فليست كل الأورام سرطانية، كما أن ليس كل سرطان يظهر على شكل ورم.

تنقسم الأورام إلى نوعين رئيسيين:

أورام حميدة (غير سرطانية)

أورام خبيثة (سرطانية)

الأورام الحميدة

هي أورام لا تُعد سرطانا، وغالبا لا تنتشر إلى أعضاء أخرى. ومن أمثلتها:

الأورام الشحمية (Lipomas): تجمعات دهنية تحت الجلد

الأورام الوعائية الدموية (Hemangiomas): نمو زائد للأوعية الدموية يظهر أحيانا كبقع حمراء أو أرجوانية

بعض الأورام الحميدة لا تحتاج إلى علاج، لكن بعضها الآخر قد يسبب مشكلات صحية بسبب موقعه، مثل:

الأورام الليفية في الرحم: قد تسبب نزيفا غزيرا أثناء الدورة الشهرية

الأورام الحميدة في الغدة النخامية: قد تؤدي إلى إفراز زائد للهرمونات

رغم أنها غير سرطانية، إلا أن بعضها قد يكون خطيرا ويستدعي التدخل الجراحي.

ما هو السرطان؟

ينشأ السرطان عندما تتعرض الخلايا الطبيعية لتغيرات جينية تُعرف بالطفرات، تجعلها تفقد السيطرة الطبيعية على النمو والانقسام.

خصائص السرطان الأساسية

تم تحديد السمات المميزة للسرطان منذ أكثر من 25 عاما، ومن أبرزها:

النمو غير المنضبط للخلايا

الهروب من الجهاز المناعي

القدرة على غزو الأنسجة المجاورة (الغزو)

الانتشار إلى أعضاء أخرى من الجسم (النقائل أو الانتقال السرطاني)

وهذه الخصائص هي ما يميّز الأورام الخبيثة (السرطانات) عن الأورام الحميدة.

هل كل السرطانات أورام؟

ليس بالضرورة.

السرطانات التي تصيب الأعضاء الصلبة مثل الثدي، الجلد، أو الرئة غالبا ما تُشكّل كتلا، ولهذا تُسمّى أحيانا أوراما خبيثة.

أما سرطانات الدم، مثل اللوكيميا (سرطان الدم)، فعادة لا تُكوّن كتلا أو أوراما واضحة.

كيف يتم اكتشاف الورم أو السرطان؟

قد تظهر الأورام أو السرطانات على شكل كتل يلاحظها المريض بنفسه، أو تُكتشف أثناء الفحص بسبب أعراض معينة مثل:

صعوبة البلع

ألم مستمر

انسداد في الجهاز الهضمي

وسائل التشخيص

تشمل وسائل التشخيص:

التصوير بالأشعة فوق الصوتية

الأشعة المقطعية (CT)

الرنين المغناطيسي (MRI)

وفي كثير من الحالات، يتم أخذ عينة من النسيج (خزعة) بواسطة إبرة أو جراحة، ثم يفحصها اختصاصي علم الأمراض تحت المجهر لتحديد:

نوع الخلايا

هل الورم حميد أم خبيث

كيف يتم التعامل مع الورم أو السرطان؟

أحيانا يكون العلاج متشابها، مثل:

استئصال ورم حميد في الدماغ (مثل الورم السحائي)

إزالة سرطان جلدي من نوع الخلايا القاعدية

لكن في حالات أخرى يكون الاختلاف كبيرا:

السرطانات الخبيثة قد تنتشر وتشكل خطرا على الحياة

علاج السرطان غالبا يكون أكثر تعقيدا ويحتاج إلى سرعة في التدخل

طرق علاج السرطان

قد يشمل العلاج:

الجراحة

العلاج الإشعاعي

العلاج الكيميائي أو العلاجات الجهازية التي تؤثر على الجسم بأكمله

لماذا من المهم استخدام المصطلحات الطبية بدقة؟

الاستخدام الخاطئ لمصطلحي الورم والسرطان قد يسبب:

ارتباكا لدى المرضى

فهماً غير صحيح للحالة الصحية

قلقا نفسيا غير مبرر

غالبا ما يتجنب بعض الأطباء كلمة "سرطان" ويستخدمون تعبيرات مثل:

كتلة

ورم

آفة

بقعة

لكن الدراسات تشير إلى أن أقل من نصف المرضى فقط يدركون أن هذه المصطلحات قد تعني سرطانا.

استخدام لغة واضحة وصريحة يقلل من سوء الفهم ويساعد المريض على المشاركة الفعالة في قرارات العلاج.

الورم والسرطان ليسا مصطلحين مترادفين

كل سرطان صلب يُعد ورما خبيثا

لكن ليس كل ورم سرطانا

وليس كل سرطان يُشكّل ورما

الفهم الدقيق لهذه الفروق أمر أساسي للتوعية الصحية واتخاذ قرارات علاجية صحيحة.