إنجازات وبركات 7 اكتوبر في مهبّ البروباغندا الإسرائيلية‎
مقالات
إنجازات وبركات 7 اكتوبر في مهبّ البروباغندا الإسرائيلية‎
حسن علي طه
16 كانون الأول 2025 , 04:28 ص

كتب حسن علي طه

تمتلئ مساحات وفضائيات التواصل المباشر وغيرها، بما هو مصوَّر ومنصوص ومهموس، بالكلام عن “إنجازات وبركات” السابع من تشرين الأوّل، وعن أنّ ما حدث أعاد فلسطين إلى واجهة القضايا الأممية، وذلك في تغافلٍ واضح عن الكثير من النماذج الحيّة التي نعيشها، وعن مؤشّرات ما هو مقبل.

طبعًا، بالتمنّي، نتمنّى أن يصيب ما قيل ويُقال الحقيقة، ولكن:

أولًا، على مدى عامين كاملين، كانت غزّة، فلسطين، تُفرَم وتُذبَح، وصرنا نشاهد أرواحًا تغادر أجسادها في بثٍّ حيٍّ ومباشر.

كلّ ذلك لم يُحرّك الأمّة الإسلامية ولا العربية، إلا من رحم ربّك، وكانت صنعاء — أمّ الأيتام والفقراء — الاستثناء.

وصدق مظفّر النوّاب حين قال:

تتحرّك دكّة غسل الموتى…

أمّا أنتم، فلا تهتزّ لكم قصبة…

الصمت دليل، والنطق كفر.

غزّة تُباد، وليالي الرياض عامرة،

وهلا الكويت ناصرة،

ودبي والإمارات مُطبِّعة.

وللذين لم تصلهم الرسالة بعد، انظروا كيف تحوّل أبو محمد الجولاني، من “إرهابي” يلبس عمّة، يسكن كهفًا، مُلاحقًا، أكبر همّه أن يتغدّى مع نبيّه،

إلى “الرئيس أحمد الشرع”، بربطة عنق حمراء، يسكن قصر المهاجرين، ويتغدّى عند ترامب.

فلا تتوقّعوا من غير أبناء جلدتكم أن يبكوا عليكم.

فالعقل الشيطاني الإسرائيلي قادر على نزع أيّ مشهد يريد، وزرع آخر مكانه.

فمن منكم ما زال يذكر أيًّا من مشاهد السابع من تشرين الأوّل؟

لقد أحلّ الإسرائيلي مكانها مشاهد غزّة، لتسكن عقولنا رهبةً ورعبًا وخوفًا.

وسوف يُحلّ مكان مجازر غزّة في عقول الغرب مشاهد أخرى:

ما تقوم به عصابات الإمارات وقوّات الدعم السريع من قتلٍ جماعي، وما نُقل ليس سوى بداية،

أو مشاهد من نيجيريا مع جماعة بوكو حرام.

وأخيرًا، مشاهد القتل في أستراليا، التي يُسوَّق لها عالميًا تحت عنوان “معاداة السامية”، وهو من أسهل العناوين التي يمكن لأيّ جهاز استخبارات أن يجهّز لها المسرح وأدوات القتل، مستفيدًا من أفراد جاهزين، مُتحفّزين نفسيًا.

ما حصل في أستراليا سيُساق عالميًا تحت هذا العنوان، وسيتكرّر.