كشفت شركة سوني عن براءة اختراع تعتمد على الذكاء الاصطناعي تهدف إلى جعل ألعاب بلايستيشن قابلة للعب من قِبل مختلف الفئات العمرية، دون الحاجة إلى إنتاج نسخ متعددة من اللعبة الواحدة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تعمل فيه الشركة على تطوير تقنيات قد تُشكّل ملامح عصر PlayStation 6، بالتوازي مع تحسينات تدريجية ما تزال تُطرح على جهاز PlayStation 5.
براءة اختراع جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي والرقابة
بحسب وثائق رسمية، قدّمت Sony Interactive Entertainment براءة الاختراع في 9 ديسمبر 2025، وتصف نظاما آليا يقوم بتحليل الصوت والصورة داخل اللعبة بشكل مباشر أثناء اللعب.
ويعتمد النظام على معالج خاص يقوم بتعديل المحتوى وفق تفضيلات يحددها المستخدم مسبقا، مع إمكانية تشغيل التقنية على منصات متعددة، بما في ذلك أجهزة منافسة لبلايستيشن وذلك بحسب موقع Interesting Engineering.
كيف يعمل نظام التصفية الذكي؟
توضح براءة الاختراع أن النظام يستخدم نماذج ذكاء اصطناعي لمراقبة محتوى اللعبة في الوقت الفعلي، بهدف رصد العناصر التي يرغب اللاعب في حجبها أو تعديلها.
وجاء في نص البراءة: «تم الكشف عن نماذج ذكاء اصطناعي لتخصيص المحتوى السمعي والبصري، مثل محتوى ألعاب الفيديو، بناءً على معايير تصفية يحددها المستخدم».
حجب الألفاظ والمشاهد الحساسة دون تعطيل اللعب
يتيح النظام:
كتم الألفاظ النابية
طمس أو إخفاء مشاهد العنف المفرط أو العري
حذف مشاهد كاملة عند الضرورة
وفي بعض الحالات، يمكن للذكاء الاصطناعي استبدال المحتوى المحجوب بعناصر مولّدة تلقائيًا، دون إيقاف سير اللعبة.
ولتقليل الضغط على الجهاز، تعتمد سوني على معالج ثانوي يتولى مهام التصفية، ما يسمح باستجابة سريعة وفورية أثناء اللعب.
مرونة عالية وتحكم كامل للمستخدم
تؤكد سوني أن النظام مصمم ليكون قابلا للتخصيص بالكامل، حيث يمكن للاعبين:
تحديد نوع المحتوى الذي يرغبون في تصفيته
تعديل الإعدادات في أي وقت
تلقي تنبيهات قبل ظهور محتوى حساس
كما يمكن للنظام تنبيه المستخدم أثناء تشغيل المشهد، ومنحه خيار إزالته أو استبداله فورا.
تقنية عابرة للمنصات وليست حكرا على بلايستيشن
تشير الوثائق إلى أن التقنية متوافقة مع معظم الأنظمة الحاسوبية الرئيسية، ما يفتح المجال لاعتمادها خارج منظومة بلايستيشن.
وقد يغيّر ذلك طريقة تعامل مطوري الألعاب مع تصنيفات الأعمار، إذ يمكن للألعاب الضخمة (AAA) توفير طبقات رقابة اختيارية بدل تطوير نسخ منفصلة لكل فئة عمرية.
اللاعبون المستهدفون بهذه التقنية؟
لا تستهدف هذه التقنية اللاعبين البالغين بشكل مباشر، بل تركز على:
الآباء
اللاعبين صغار السن
صُنّاع المحتوى والبث المباشر
ويمكن لصناع المحتوى، على سبيل المثال، تجنب مشكلات إلغاء تحقيق الدخل دون تعطيل تجربة اللعب أو حذف أجزاء كبيرة منها.
تحديات محتملة مع الألعاب ذات الطابع البالغ
رغم ذلك، قد تواجه الألعاب التي تعتمد بشكل أساسي على محتوى ناضج، مثل Grand Theft Auto VI، صعوبة في الحفاظ على التجربة الأصلية عند تطبيق تصفية مكثفة.
إذ إن تقليل العنف أو المشاهد الجريئة قد يُغيّر جوهر اللعبة، إلا أن سوني تؤكد أن هدفها الأساسي هو تحسين إمكانية الوصول وليس فرض القيود.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في أجهزة الألعاب
تعكس هذه البراءة توجّه سوني نحو توسيع دور الذكاء الاصطناعي ليشمل إدارة المحتوى على مستوى النظام نفسه، وليس فقط داخل الألعاب.
ورغم أن الشركة لم تؤكد بعد ما إذا كانت التقنية ستصل إلى المستخدمين فعليًا، فإن براءات الاختراع غالبا ما تظل في مراحل تجريبية.
ومع ذلك، تمنح هذه الخطوة لمحة واضحة عن رؤية سوني لمستقبل الألعاب في الجيل القادم.