آلية جديدة لتعزيز جهاز المناعة في مكافحة السرطان
دراسات و أبحاث
آلية جديدة لتعزيز جهاز المناعة في مكافحة السرطان
29 كانون الأول 2025 , 14:53 م

توصل علماء أمريكيون إلى آلية جديدة يمكن أن تساعد جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفعالية أكبر. ويعتمد الاكتشاف على تعطيل وسيلة دفاع تستخدمها الأورام لحماية نفسها من الاستجابة المناعية، ما قد يفتح آفاقًا جديدة لتحسين العلاج المناعي للسرطان.

نتائج دراسة علمية حديثة

أعلن باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ستانفورد عن نتائج دراسة علمية نُشرت في مجلة Nature Biotechnology، كشفوا فيها عن طريقة مبتكرة لتعزيز الاستجابة المناعية ضد الأورام الخبيثة.

وأوضح الباحثون أن الخلايا السرطانية تستخدم سكريات معقدة تُعرف باسم الغليكانات (Glycans) على سطحها، تساعدها على إخفاء نفسها عن جهاز المناعة. وعند تعطيل هذه السكريات، تصبح الخلايا السرطانية أكثر عرضة لهجوم الخلايا المناعية.

آلية العمل: تعطيل السكريات الواقية

أظهرت الدراسة أن حجب الغليكانات باستخدام بروتينات خاصة تُسمى اللكتينات (Lectins) يؤدي إلى تنشيط أقوى للخلايا المناعية. ولتحقيق هذا التأثير بشكل دقيق، طوّر العلماء جزيئات جديدة أطلقوا عليها اسم AbLecs.

تجمع هذه الجزيئات بين:

جسم مضاد قادر على تحديد موقع الخلية السرطانية بدقة

لكتين يعمل على تعطيل السكريات الواقية على سطح الورم

لماذا لا تنجح العلاجات المناعية مع جميع المرضى؟

تشير الدراسة إلى أن العلاجات المناعية الحالية، التي تستهدف بروتينات مثل PD-1 وPD-L1، لا تحقق نتائج فعالة إلا لدى نسبة محدودة من المرضى. ولهذا يسعى الباحثون لاكتشاف نقاط تحكم مناعية جديدة تستخدمها الأورام لتعطيل الاستجابة المناعية.

دور الأحماض السيالية في إضعاف المناعة

من بين هذه الآليات، استخدام الخلايا السرطانية لما يُعرف بـ الأحماض السيالية، وهي مكونات من الغليكانات ترتبط بمستقبلات تُسمى Siglec على الخلايا المناعية. وعند حدوث هذا الارتباط، يتم كبح نشاط الخلايا المناعية ومنعها من مهاجمة الورم.

وتوضح الباحثة الرئيسية جيسيكا ستارك أن هذا التأثير يشبه تماما ما يحدث عند ارتباط PD-1 بـ PD-L1، حيث يتم “إيقاف” الاستجابة المناعية.

ابتكار تقني لحل مشكلة الارتباط الضعيف

أشارت ستارك إلى أن اللكتينات وحدها لا تمتلك قدرة ارتباط قوية كافية لتُستخدم كعلاج مستقل. وللتغلب على هذه المشكلة، استخدم الباحثون الأجسام المضادة كوسيلة نقل، مما يسمح لللكتين بالوصول مباشرة إلى سطح الخلية السرطانية وتعطيل الأحماض السيالية بفعالية.

نتائج التجارب المخبرية والحيوانية

في التجارب، استخدم العلماء جزيئات AbLec مبنية على دواء تراستوزوماب، وهو جسم مضاد يُستخدم في علاج الأورام الإيجابية لمستقبل HER2.

وأظهرت النتائج:

زيادة ملحوظة في نشاط الخلايا المناعية ضد الخلايا السرطانية في المختبر

انخفاض عدد النقائل الرئوية لدى الفئران مقارنة بالعلاج باستخدام الجسم المضاد وحده

آفاق مستقبلية واعدة

أكد الباحثون أن منصة AbLec تتميز بتصميم مرن يمكن تعديله لاستهداف أنواع مختلفة من الأورام، ما يجعلها خيارا واعدا لتطوير علاجات مناعية أكثر فاعلية في المستقبل.

المصدر: مجلة Nature Biotechnology