خيارات واشنطن في المنطقة \ م. حيان نيوف 
مقالات
  خيارات واشنطن في المنطقة \ م. حيان نيوف 
م. حيان نيوف
22 تشرين الثاني 2020 , 23:17 م
كتب م. حيان نيوف: لا تستطيع الولايات المتحدة البقاء في سورية والعراق لعلمها ان قرار محور المقا.ومة حاسم لجهة إخراجها .. في ذات الوقت ترغب الولايات المتحدة قبل انسحابها ان تضمن عدة مصالح تتعل

كتب م. حيان نيوف:

لا تستطيع الولايات المتحدة البقاء في سورية والعراق لعلمها ان قرار محور المقا.ومة حاسم لجهة إخراجها ..

في ذات الوقت ترغب الولايات المتحدة قبل انسحابها ان تضمن عدة مصالح تتعلق بها وبحليفتها اسرائيل ..

في العراق :
جاءت الولايات المتحدة بالكاظمي لمنع العراق من التوجه شرقا الى الصين وأفشلت الاتفاقية العراقية الصينية و وتحاول منع العراق من اخذ موقعه الطبيعي في محور المقاو.مة وكصلة وصل بين مكوناته ( ايران وسورية) ، ووجهت كل من ( مصر والسعودية والاردن) للتعاون مع الكاظمي وكذلك ( فرنسا وبريطانيا ) لإبقاء قواتها في العراق ، وهدف آخر متعلق بضمان حصتها من النفط العراقي ..

في سورية :
تريد الولايات المتحدة بالدرجة الاولى ان تضمن انسحابا ايرانيا من سورية  يترافق مع انسحابها ، كذلك تريد ان تضمن نوعا من الحكم الذاتي لعميلتها قسد قبل الانسحاب ..

في لبنان :
تريد الولايات المتحدة الوصول الى صيغة جديدة تضمن منع المقاو.مة من الحصول على السلاح ، وصيغة اخرى تضمن عدم مهاجمة المقاو.مة لاسرائيل ، وكل ما جرى ويجري في لبنان منذ تفجير مرفا بيروت واستقالة حكومة دياب ياتي في هذا الاطار ..

تبدو الطلبات الامريكية شبه مستحيلة وغير قابلة للتحقيق في معظمها ، وفي الوقت ذاته تدرك الولايات المتحدة ان صبر محور المقاو.مة اوشك على النفاذ لجهة بقاء قواتها ، وعليه فإن امام الولايات المتحدة خيارات عدة :

الاول : ان تنسحب بهدوء من دون تحقيق اهدافها واهداف حليفتها اسرائيل وتلجا الى اشعال الفوضى في كل من العراق ولبنان واعادة احياء دا.عش في سورية ، لكن هذا الخيار خطر عليها لانها تعلم ان الحسم في هذه الحالة سيجعل عملاءها في البلدان الثلاثة خارج اللعبة الى الابد ..

الثاني : ان تلجأ الى الحوار المباشر وغير المباشر عبر روسيا وغيرها للوصول الى صيغة يقبل بها محور المقاو.مة تجعل انسحابها آمنا ويراعي بعض مصالحها ،ويبدو هذا الخيار صعبا ..

الثالث : ان تلجأ الولايات المتحدة عبر حليفها الاسرائيلي أو بالاشتراك معه لعمل عسكري هو عبارة عن اشتباك تكتيكي قوي لكنه لا يصل لدرجة الحرب المفتوحة ، والغاية محاولة فرض قواعد اشتباك جديدة وتحسين الشروط التفاوضية  وبالشراكة مع حليفتها اسرائيل ، وهذا الاحتمال غير مستبعد ولكنه سياتي بنتائج عكسية اذا ما علمنا ان محور المقاو.مة الذي صبر طويلا قد اعدّ لهذه اللحظة ، و سينتهي بخروج الاميركي ذليلا وهزيمة مدوية للاسرائيلي .

م.حيان نيوف

المصدر: موقع اضاءات الاخباري