شعبنا الفلسطينى اليوم وبعد ان وصلت قضيتنا الوطنيه الى الحضيض بفعل السياسات العبثيه للفريق المهيمن على القرار الفلسطينى , وعجز الفصائل الفلسطينيه , ومع اشتداد الهجمه التصفويه للقضيه الوطنيه , اصبح شعبنا بامس الحاجه للبديل الثورى القادر على النهوض بالنضال الوطنى للشعب الفلسطينى , بديل يشكل اضافه نوعيه ورافعه للنضال الوطنى , بديل ثورى وليس اى بديل .
فى البدايه علينا العوده لدراسة تجربة منظمة التحرير الفلسطينيه , فمن لا ماضى له بالتاكيد لا حاضر او مستقبل له , لقد تاسست منظمة التحرير الفلسطينيه فى عام 64 , وفى تلك الفتره لم تكن اراضى 67 محتله , وهذا يعنى ان المنظمه تاسست من اجل العمل على تحرير اراضى 48 وعودة اللاجئين الفلسطينين , تاسست المنظمه بمؤتمر شعبى فلسطينى وضع واقر الاسس السياسيه ورسم ملامح المشروع الوطنى الفلسطينى فى ما سمى بالميثاق القومى ولاحقا الوطنى .
مع بداية ظهور حركات وفصائل المقاومه الفلسطينيه المسلحه , كان لا بد من تشكيل جبهه وطنيه عريضه موحده تجمع هذه الفصائل فى اطارها وتحت لوائها , ولكن لوجود منظمة التحرير الفلسطينيه كاطار جاهز , تم اتخاد المنظمه بديلا عن الجبهه الوطنيه دون العمل على ماسسة المنظمه على الاسس الجبهاويه التى تضمن جماعية القياده والمشاركه فى القرار , الامر الذى سمح بهيمنة فريق واحد على مفاصل القرار ومن ثم حرف المنظمه عن الاهداف والمبادىء التى اسست من اجلها , ويتجلى هذا الحرف فى اتفاق الذل والعار اوسلو حيث تم التخلى فى هذا الاتفاق عن اراضى 48 والتى ما اسست المنظمه الا من اجله , كما ويتجلى هذا الانحراف فى التخلى عن المشروع الوطنى الممثل بالميثاق الوطنى , من هنا لم تعد بقايا المنظمه التى نراها اليوم تمث بصله للمنظمه التى تاسست فى عام 64 .
من هنا فان اى بديل لا بد له من العوده الى المشروع الوطنى الفلسطينى ممثلا بالميثاق التاسيسى لمنظمة التحرير الفلسطينيه , ثم بعد ذلك ياتى تشكيل الاطار الجبهاوى المبنى على القياده الجماعيه والتشاركيه فى القرار , كما وان على البديل الثورى ان يحدد الهدف الاستراتيجى والتنظيمى المبنى على وضوح الرؤيه السياسيه , وبالطبع عندما نتحدث عن بديل ثورى مقاوم , فلا بد وان ينتمى هذا البديل لحركات المقاومه فى العالم ولمحور المقاومه فى المنطقه , فلا يمكن لاى بديل ان يكون ثوريا دون بناء تحالفاته على اسس ثوريه مقاومه , وفى ضوء حالة الفرز الحاصله فى المنطقه , لا مكان للوسطيه او الضبابيه فى القرار والموقف السياسى , بمعنى اما ان نكون جزء من محور المقاومه وفى مقدمة هذا المحور تقع الدوله السوريه , واما ان نكون جزء من تحالف الرجعيه العربيه , وشعبنا الفلسطينى بغالبيته اختار محور المقاومه , وعلى من يسعى لان يكون البديل الثورى ان يستجيب لخيار الغالبيه العظمى من شعبنا الفلسطينى .
وبالمناسبه فان البيان المشترك لحركتى ابناء البلد وكفاح فى الداخل الفلسطينى , جاء ليعبر عن نبض الشعب الفلسطينى فى كافة اماكن التواجد , وفى اعتقادى ان هذا البيان يصلح لان يكون بمثابة النواه لبرنامج عمل اى بديل منشود