كتب الأستاذ حليم حاتون: مرة أخرى, الكرة في ملعب إيران..
أخبار وتقارير
كتب الأستاذ حليم حاتون: مرة أخرى, الكرة في ملعب إيران..
حليم خاتون
6 كانون الأول 2020 , 22:36 م
كتب الأستاذحليم حاتون: الكرة في ملعب إيران.. نعم، الكرة في ملعب إيران، وسوف تظلّ هناك، ما دام الرّد على آخر حلقة من مسلسل "فيلم أميركي طويل" لم يأتِ. هل سوف يكون هناك تدخل أميركي بعد الرّد؟ ا

كتب الأستاذ حليم حاتون: 

نعم، الكرة في ملعب إيران، وسوف تظلّ هناك، ما دام الرّد على آخر حلقة من مسلسل "فيلم أميركي طويل" لم يأتِ.

هل سوف يكون هناك تدخل أميركي بعد الرّد؟

الأمور تفرض أخذ هذا الاحتمال في الحسبان، وإن كانت كل التجارب تدل على أن أميركا براغماتية، وحين تحسّ بالسُخن، سوف تفكّر ألف مرة، قبل المغامرة.
والخصم اليوم ليس باناما.
الخصم اليوم، إيران العنيدة الضاربة في التاريخ.
حضارة تعود لآلاف السنين.

أميركا،القوةالعظمى، تتربع اليوم على عرش الدول الكبرى.
الدخول في أي حرب في الشرق الأوسط، على بعد آلاف الأميال من مركز القوات الرئيسي في أميركا، شيء كان ممكناً في حالة العراق الذي كانت الولايات المتحدة الأميركية تتفوق عليه بآلاف الأضعاف، ناهيك عن استعداد الأطلسي للدخول معها.

أمّا في إيران، فإنّ النظام يحظى بتغطية وطنية شبه كاملة، وبتغطية فقهية أكثر من كاملة، مع انتشار صاروخي يُغطي المنطقة بأكملها، بما في ذلك القواعد الأميركية الموجودة في أوروبا.

وفي الوقت الذي عانى فيه العراق من العزلة بعد غزو الكويت، تتمتع إيران بتحالفات إقليمية ذات وزن، وتحالفات دولية تحت الطاولة تتوق لوقوع الفيل الأميركي في الحفرة.

ثم  إنّ تعاطي النظام العراقي مع الحصار الدولي قبل الغزو ساهم كثيراً في إضعاف موقفه،
بينما تعاطت إيران مع الحصار ببناء قاعدة صناعية ودفاعية جبّارة صارت تُشكل ندّا حتى لدولٍ أطلسية كبيرة.

من كل ما تقدم، يُمكن القول: إنّ أي ردٍّ من إيران، ومهما بلغت قوته، لن يكون أكثر من صفعة على وجه دونالد ترامب.

هل سيتلقى ترامب الصفعة، كماتلقّاها في عين الأسد؟

الأرجح أن يبتلع ترامب البصقة  الإيرانية، طالما أن الضربة غير موجهة مباشرة إلى أميركا.

قد يعترض مُحلل ما على هذا الافتراض.

حتى ولو  ردّت أميركا، لن يكون الوضع في مصلحتها على الإطلاق.
سوف تكون حرب طويلة لن تستطيع أميركا حسمها،
ليس منّة، بل لأن موازين القوى هي كذلك.

بالنتيجة سوف تبقى أميركا قوة عظمى، لكن أقل عَظَمَة مما كانت مع دخول الحرب.

بينما سوف تخرج إيران لتكون أكثر قوة، وأكبر من مجرد دولة إقليمية محورية.
سيكون في إيران دمار هائل بالتأكيد.
حتى ربما، دمار أكبر من أي دمار جرى في كل الحروب حتى اليوم.

لكن في المقابل، سوف يتم تدمير الكيان بنسبة لا تقل عن ٩٠٪، نسبة تكفي لأن تمتلئ البواخر بالمستوطنين الهاربين من الجحيم.

بنو سعود سوف ينتهون بالمطلق، كعائلة مالكة.
سوف ينتشر اليمنيون على شبه الجزيرة العربية،
وتخرج اليمن كقوة عسكرية سيدة في المنطقة.

الإمارات والبحرين، سوف تنهاران بشكل كامل، والأرجح أن تختفي العائلتان الحاكمتان هناك لصالح، إما نظام معاد لأميركا، أو تنتشر الفوضى بالكامل، كما حدث في الصومال بعد هزيمة سياد بري في حرب أوغادين.

كل ما ذُكر أعلاه، هو أسوأ الاحتمالات؛ 
وعلى افتراض أنّ أميركا سوف تدخل الحرب.

ماذا إذا تركت أميركا إسرائيل تتلقى الضربات وحدها؟

هذا له معنى واحد فقط.

إذا ابتلع الكيان البصقة الإيرانية، سوف يصبح ملطشة، وسوف نرى في أحسن أحوال الكيان، لجنة تحقيق أخرى من مثل فينوغرادوف، تدين نتنياهو وتُحملّه مسؤولية الكارثة التي حلّت.

أما إذا ردّ الكيان، والأرجح أن لا يفعل، فالسيناريو الموصوف أعلاه هو الغالب؛ 
هروب المستوطنين وبداية نهاية "مملكة" إسرائيل المعاصرة.
لكن هذه المرة، definitif.

لن تقوم بعدها قيامة لأي كيان استيطاني في كامل الشرق الأوسط.

نعم الكرة في ملعب إيران.
إيران السيدة في صناعة السجّاد.
إيران مُخترعة لعبة الشطرنج. 
إيران هذه،  بارعة أيضا في كرة القدم.
لم يبق سوى الهجوم والتسجيل.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري