كتب موسى عبّاس: أزمات متلاحقة عاشها ويعيشها لبنان منذ إنشائه تمنع قيام دولة فعلية ‎
ثقافة
كتب موسى عبّاس: أزمات متلاحقة عاشها ويعيشها لبنان منذ إنشائه تمنع قيام دولة فعلية ‎
موسى عباس
10 كانون الأول 2020 , 16:29 م
كتب موسى عبّاس:  الجزء الأوّل: يعيش اللبنانيون منذ  إعلان إستقلال22 تشرين الثاني 1943 هواجس وأزمات داخلية وخارجية متعدّدة لم يستطع أحد تبديدَ أيّاً منها، فضلاً عن الحروب الداخلية والخارجية التي

كتب موسى عبّاس: 

الجزء الأوّل:

يعيش اللبنانيون منذ  إعلان إستقلال22 تشرين الثاني 1943 هواجس وأزمات داخلية وخارجية متعدّدة لم يستطع أحد تبديدَ أيّاً منها، فضلاً عن الحروب الداخلية والخارجية التي جعلته أكثر شرذمةً وتمزيقاً لا سيّما في بُنيته السياسية ، والسبب  أنّ الكيان اللبناني الذي اصطنعه الفرنسيون بحدوده الجغرافيّة بموافقة الإنكليز عام 1920 تمّ تجميع مناطقه في الشمال والجنوب والبقاع والوسط من بيئات وثقافات مختلفة ، هذا اللبنان ما كان يوماً مستقرّاً وبعيداً عن الأزمات التي رافقت من عاش على أرضه حتى في زمن الإحتلال العثماني الذي استمرّ لأكثر من أربعمائة عام غلبت عليها النزاعات والحروب الداخلية والخارجية بين الأمراء والولاة المعيّنين من قبل الإدارة في الأستانة التي كان همّها فقط عدم خروج أحد عن طاعة السلطان وجباية الضرائب مهما كانت الظروف .

وتشدّق العديد من الذين عاشوا فترة الإستعمار الفرنسي بسياسة المندوبين الساميين والحكّام الفرنسيين الذين توالوا على مناصب الحكم في لبنان علماً أنّ جميع أؤلئك كرّسوا الطائفية والمذهبية في دستور 1926 وفي إدارتهم للشؤون اللبنانية ، وتواطؤوا مع المتنفذين من زعامات سياسية ودينية واذا ما حدث أن واجهوا  إعتراضاً أو رفضاً كما حدث مع ترشيح "الشيخ مممد الجسر" لمنصب رئاسة الجمهورية كانوا يلجأون إلى تعليق الدستور  وفرض مواقفهم بالقوّة ، وعندما كان رئيس الجمهورية يعترض على بعض سياساتهم كانوا يقيلونه أو يُجبروه على الإستقالة كما حدث مع "حبيب باشا السعد" وبعده مع "إميل إدّه".

وعندما اضطروا لمنح لبنان ما سُميَ استقلالاً ، تركوه عبارة عن مجموعة من المزارع الملحقة بزعامات مذهبية سياسية كانت تجمعها وتفرّقها المصالح الشخصية وتقاسم الحصص وليس حتى مصلحة أبناء الطوائف والمذاهب، . 

مرحلة 1943-1967

-في 25 أيار من العام1947، خاض لبنان “المستقل” أول انتخابات نيابية، غير أنها شهدت تزويرًا واسع النطاق.

-نفّذ الصهاينة مجزرة جماعية في بلدة حولا الحدودية في تشرين الأوّل عام 1948 أودت بحياة 93 مواطنا, وكأنّ شيئاً لم يحدث بالنسبة للمسؤولين حينها.

-جدّد المجلس الجديد  في العام 1949 ولاية رئيس الجمهورية "بشارة الخوري"المنتخب عام 1943، وحدثت أزمة واحتجاجات من المعارضة أدّت إلى إستقالته في أيلول 1952.

-كان القوميون السوريون قد  حاولوا الإستيلاء على الحكم  في العام 1949 لكن محاولتهم باءت بالفشل وأعدمت السلطة حينها سبعة من أعضاء الحزب بمن فيهم الزعيم (أنطوان سعاده)،وفي 16أيلول 1951تمّ اغتيال رئيس الوزراء "رياض الصلح"أثناء زيارته للأردن واعتبر ذلك ردّاً من القوميين على إعدام زعيمهم.

-في 24 تموز 1950 أطلقت طائرة حربية صهيونية النار على طائرة مدنية لبنانية داخل الأجواء اللبنانية وكان على متنها 27 راكباً استشهد منهم إثنان وجُرح ثمانية.

في العام 1959 أجبرت الطائرات الحربية الصهيونية وفي عدّة مرات طائرات مدنية لبنانية على الهبوط في فلسطين المحتلة محتجزةً إيّاها لفترات طويلة.

-نشأ حلف بغداد عام 1958 وحاول الرئيس  "كميل شمعون "الإنضمام إلى ذلك الحلف الذي كانت تُشرِف عليه  الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة نفوذ الإتحاد السوڤياتي، فانقسمت مصالح الزعامات اللبنانية بين مؤيّدٍ ومعارض فجنّدوا أبناء طوائفهم ومذاهبهم خلفهم واندلعت (ثورة 1958)وتدخّل الأسطول الأمريكي وكان إنزال المارينز الأوّل على شواطئ "خلدة"في بيروت، واستقال كميل شمعون الذي كان حاول التجديد لنفسه ولكنه فشل وانتخب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيساً للجمهوريّة.

 

-في 13 نيسان من العام 1960 أسر الجيش اللبناني أربعة جنود صهاينة خلال تصدّيه لقوّة عسكرية صهيونية تجاوزت الحدود اللبنانيّة وأعيد تسليمهم لمراقبي الهُدنة.

-في العام 1961  قاد النقيب في الجيش اللبناني فؤاد عوض مدعوماً من القوميين السوريين محاولة انقلاب ثانية فشلت كسابقتها. 

-في تشرين الأول 1965 أغارت الطائرات الاسرائيلية على منابع الحاصباني والوزاني وعطلت المشروع الذي كان مجلس جامعة الدول العربية قد أقره في العام 1964 والذي كان يقضي بتحويل مجاري الأنهر التي تصب في بحيرة طبريا، وهي الحاصباني والوزاني اللبنانيان وبانياس السوري.

وفي ليل 29/30 تشرين الأول 1965 , اجتازت قوات العدو الاسرائيلي خطوط الهدنة مسافة 3 كلم. ودخلت قريتي حولا وميس الجبل, ونسفت منازل فيها وخزانات مياه عامة.

- مرحلة 1967–1975

في حزيران من العام 1967 استولى الصهاينة على مزارع شبعا ، ومرّ ما حدث وكأنّه لم يحدث واعتبرها بعض الزعماء حينها -ولا زال ورثتهم يعتبرونها كذلك-أراضٍ سوريّة لتبرير رفض وجود أيّ فعل مقاوم لاستعادتها.

-في 28 كانون الأوّل 1968 أقدمت قوات خاصّة صهيونية على نسف 13 طائرة مدنية في مطار بيروت ، دون أن يعترضهم أحد.

 

-في تشرين الثاني 1969 في عهد الرئيس اللبناني  "شارل حلو"وبعد دخول مقاتلين فلسطينيين إلى لبنان قادمين من سوريا حدثت اشتباكات عديدة بينهم وبين الجيش اللبناني ، تدخّل  الرئيس جمال عبد الناصر وتم توقيع اتّفاقية القاهرة التي شرّعت العمليات الفدائية انطلاقاً من بعض مناطق الجنوب اللبناني (منطقة العرقوب) علماً أنّ تلك العمليات لم تُحصر في المناطق المحدّدة لها بل امتدّت لتشمل كافّة الحدود الجنوبيّة مع فلسطين المحتلّة. 

-بعد معارك أيلول 1970 في الأردن بين القوات الأردنية والمنظمات الفدائية الفلسطينية انتقل قسم من المقاتلين الفلسطينيين إلى جنوب لبنان.

الجدير بالذكر أنّ  إتفاقية القاهرة شكّلت مفصلاً حاسماً في تاريخ لبنان حيث ازداد التشرذم والصراعات الداخلية وانقسم اللبنانيون انقساماً حادّاً بين مؤيّد وداعم للمقاومة الفلسطينية وبين معارضٍ بشدّة لها وحتى للوجود الفلسطيني بكامله في لبنان، إلى حدّ بدأ التسلّح من جانب كلا الفريقين، وكان الصهاينة جاهزين لدعم الفريق المناوئ للمقاومة الفلسطينية

ولأحزاب اليسار اللبناني، وهاجم الجيش الصهيوني منطقة العرقوب في 1970 ، وتتالت الهجمات بعدها على المناطق الجنوبية ، وفي العام 1972  دخلت الأراضي اللبنانية واحتلت قسماً من جنوب لبنان ، وفي العام 1973 تسللت قوّة صهيونية إلى قلب بيروت  واغتالت ثلاثة قياديين من المقاومة الفلسطينة .

-مرحلة 1975-1977

- بتاريخ 26 شباط 1975  وأثناء مشاركة المناضل "معروف سعد " في تظاهرة لصيادي الأسماك في صيدا  أطلقت النيران عليه واستشهد في السادس من آذار وكان  اغتياله مقدّمة لأحداث الحرب الأهلية  التي اندلعت في 13 نيسان من العام 1975  حين أقدم مسلّحون كتائبيّون على ارتكاب مجزرة بحق عدد من الفلسطينيين في منطقة "عين الرمّانة" أثناء عودتهم إلى مخيّم "تلّ الزعتر"، ودخلت القوات السوريّة إلى لبنان في العام 1976  تحت حجّة العمل على إيقاف الحرب الأهلية بعد اشتباكات مع قوات المقاومة الفلسطينية التي كانت بغالبية تنظيماتها مع بعض الأحزاب اليسارية ترفض دخول الجيش السوري إلى لبنان.

- ساهمت القوات السورية بعد دخولها مع ميليشيا الجبهة اللبنانية في حصار  مخيّم "تل الزعتر " لأكثر من 52 يوماً  والذي كان يقطنه أكثر من 20,000 فلسطيني إضافة لحوالي 10 آلاف لبناني في المناطق المحيطة به واسقاطه في 14آب 1976 وكان ياسر عرفات قد ترك المخيّم يسقط رافضاً التدخل لحسابات سياسية خاصّة،وارتكبت ميليشيات الجبهة اللبنانية مجزرة رهيبة بحق المدنيين كان ضحاياها حوالي 3000 فلسطيني ولبناني وأبيدت عائلات بأكملها ، وانتُهكت أعراض ولم يبق أيّ محرّم لم يتم انتهاكه.

ما حدث في مخيّم تل الزعتر من فظائع كان قد حدث قبلاً في منطقة "المسلخ والكرنتينا" وبعد ذلك في حيّ "النبعة" علماً أنّ سكان تلك المناطق هم لبنانيون من مناطق الجنوب كانت الإعتداءات الصهيونية المتكرّرة قد أجبرتهم على النزوح إلى تلك المناطق بحثاً عن الأمان وعن عمل في المصانع والمؤسسات والمرفأ.

-في 16 آذار من العام 1977  جرى إغتيال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وأحد الأركان الأساسيين في أحزاب الحركة الوطنية حينها والذي كان يُعارض دخول القوّات السوريّة إلى لبنان "كمال جنبلاط" في منطقة الشوف واتّهمت باغتياله "سرايا الدّفاع السورية" بأمر من قائدها في ذلك الحين "رفعت الأسد".

"يتبع".

 

 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري