.في قصيدته الشهيرة "القدس عروس عروبتكم"،
لم يبالغ الشاعر العراقي مظفر النواب، حين خاطب
"زعماء" العرب ب"أولاد القحبة"... بل لعله لم يصل إلى وصف أشد في
هؤلاء، لعجز اللغةعن ابتكار كلمات تواكب مدى الانحطاط والخساسة التي
تليق بمن يُسمون أنفسهم "قادة" الأمة، وهم حُثالتها.
في تعليقه على عدم التقدم في محادثاته مع الرئيس الكوري الشمالي جونغ إيل، قال دونالد ترامب: إن هذا الرجل يرفض بيع بيته.
الرئيس الكوري الشمالي،"الديكتاتور، بالمعيار الغربي، اكتفى بجواب بسيط ومختصر حين قال:
أجل أنا لا أريد بيع بيتى وأرضي.
أنا أحب هذا البيت وهذه الأرض.
أنا غاضب جداً من ذلك الذي اعتقد أنه يستطيع بالمال شرائي.
في كل العالم العربي، أينما ذهبت؛بدءاً بمصر، كبرى البلاد العربية، مرورابالعراق وبلاد شبه الجزيرة وبلادالشمال الأفريقي وغيرها، وصولاً حتى جيبوتي وجزر القمر...
سوف يخرج عليك المصري واللبناني والعراقي والسعودي والإماراتي والمغربي
...وحتى الفلسطيني... إلى آخر لائحة مواطني هذا العالم العربي البائس؛ سوف يخرجون مجتمعين ومنفردين، بابتسامة ساخرة، ووجوه بليدة مُنحطة، يتندرون على الزعيم الكوري الشمالي،وعلى وصف ذلك البلد، بجمهورية كوريا الديموقراطية.
كيف تكون كوريا الشمالية ديموقراطية وهي لا تشبه في شيء أنظمة العرب الضاربة في الديموقرطية!
أين جونغ إيل، من عبدالفتاح السيسي، وأبناء زايد وصولا إلى ملك المغرب "المُبجل"!!!
في الوقت الذي يجب على كل واحد من مواطني هذه البلاد، أن "ينقبر،ويطمّ نفسه لأنه لم يفعل، ولا يفعل، ولن يفعل شيئا، لكي يكون عنده "قائد"، غير قابل لبيع بيته وأرضه وعرضه، إكراما لشهواته الدنيوية التي لا أجد تفسيراً آخر لمدى خسّتهم وحقارتهم و...
لم يبخل الله على أيٍّ من هؤلاء، لا بالمال ولا بالثروة ولابالجاه...
فبالله عليكم، هل يستطيع أي كان أن يُعطي تفسيراً مقنعا لما يفعله هؤلاء غير
الخضوع لابتزاز،وحده الله يعرف سرّه.
على الأقل رئيس كوريا الشمالية، الديكتاتور بنظر
مواطني هذا العالم العربي الغارق في الإنحطاط؛ على الأقل، هو رجل، وليس خيخة، يلعب به ليس فقط ترامب، ولا إيفانكا؛ بل
يلعب به أحقر، وأصغر حامل جواز سفر غربي.
أمس قرر "رئيس" ما يسمى بهيئة أو لجنة الدفاع عن "القدس"، والذي يدّعي الانتماء إلى السلالة العلوية،"جلالة ملك المغرب "المعظم""؛ قرر الانضمام إلى قافلة الذليلين الحقيرين الفاسدين الفاقدين للشرف والكرامة.
نعم، "جلالته"، باع فلسطين، وباع القدس، وباع الأقصى،
تماما كما سوف يفعل غدا غيره من لاعقي القفا الأميركية.
"ما حك جلدك إلا ظفرك"، يقول المثل العامي.
والفلسطيني الذي يريد فعلاً التحرر، عنده طريق واحدة فقط،هي مراكمة الصواريخ عدداً.
وهذا ليس هو الحل،
الحل أن يُصبح كل فلسطيني مشروع شهيد،وليس مشروع ضحية أخرى.
على الفلسطيني أن يبدأ بتنظيف بيته بالنار.
لا يقتل الخيانة والعار إلا النار.
نار الصدور، مُضافا إليها نار الرصاص.
على الفلسطيني أن يبدأ لأن القدر اختاره، وكذلك الله.
هل يُعقل، بعد أكثر من سبعة عقود، أن لا يخرج من الشعب الفلسطيني رجل ك(هو شي منه، أو
الجنرال جياب، أو فيدل كاسترو أو قاسم سليماني).
مأساة فلسطين ليست فقط في أشخاص محمود عباس أو دحلان أو غيرهما.
مأساة فلسطين في نهج طبع العرب عامة، وطبع الفلسطينيين خاصة؛
نهج حب الحياة حتى ولو اقترنت بالذل والعار.
هذا ليس فقط محمود عباس. هذا ليس فقط الرئيس أو الملك أو الأمير الفلاني..
هذا يطال أيضا من يراكم القوة ولا يستخدمها لتفجير الشرق الأوسط رفضاً للموت وحيدا.