كتب حليم خاتون: فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين ..
أخبار وتقارير
كتب حليم خاتون: فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين ..
حليم خاتون
14 كانون الأول 2020 , 21:24 م
كتب حليم خاتون:  عندما يطالعنا وزير خارجية الكيان المغربي بأن ما يربط دولته مع دولة الكيان الصهيوني، يتجاوز بكثير، كل الروابط القائمة بين كيانه وأي من الكيانات العربية الأخرى،هو قطعاً لا يكذب.

كتب حليم خاتون: 

عندما يطالعنا وزير خارجية الكيان المغربي بأن ما يربط دولته مع دولة الكيان الصهيوني، يتجاوز بكثير، كل الروابط القائمة بين كيانه وأي من الكيانات العربية الأخرى،هو قطعاً لا يكذب.

هو يحاول مجرد التسابق مع الكيانات الأخرى على الانبطاح  أكثر، علّه يثبت أنه أفضل دواب موسى للركوب.

أليس هذا تماماً ما طالب به الوزير الصهيوني الذي أراد تذكير أؤلئك الأغبياء من دول التسابق على الانبطاح أكثر وأكثر، أنهم صحيح أحفاد لإبراهيم، لكن من هاجر، التي كانت أَمَة لسارة،جدة العبرانيين.

إن ما قاله الوزير المغربي ليس سوى ما يفعله كل "المطبِّعين"، من قافلة "التتبيع" العربية.

لكن ما أضافه وزير "أمير المؤمنين" والحاكم بأمر الله في المغرب "العربي"، 
هو الأهم، حين طلب من جموع المؤمنين في دولة "أميرهم"، أن لا يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين.

ما قاله هذا الوزير، وما يقوله بقية الربع من التابعين العبيد، هو التعبير عما يدور في ذهنهم؛ وفي ذهنهم ليس فقط محمد دحلان، أو محمود عباس أو غيره ممن تحدثت عنهم تسيبي ليعفني، حين قالت: إنها، وبأمر من الموساد، لم تتوانَ عن مشاركة بعض "زعماء" العرب فراشهم.

الحقيقة، أن تسيبي ليفني لم تكن الأولى، وقطعاً، لن تكون الأخيرة.

للأسف، يجب الاعتراف، أن الكثيرين من الأعراب، يتمايزون عن بقية البشر بأن عقولهم تقع أسفل بطونهم، وليس على الإطلاق فوق أكتافهم.

الدليل على ذلك، أنه، ولتحفيز الكثيرين من التكفيريين، لم تجد قياداتهم غير حور العين في الجنة الموعودة، لدفعهم إلى القتال حتى الموت.

هم يدّعون الشهادة في سبيل الله، وإنما هم يُقتلون في سبيل ما تحت بطونهم، وتحت البنطال.

هل كان هذا هو الدافع دوماً، أم شيء آخر مرتبط بعقلية حب الدنيا ورغد العيش، حتى ولو تطلًّب هذا شيئاً من "الخيانة".

قد يُجرح شعور الكثيرين من الإخوة الفلسطينيين الذين تربّوا على تقديس الكثير من قيادات منظمة التحرير؛ لكن نظرة صادقة 
إلى تاريخ النضال الفلسطيني لا بد أن تُعطي الوزير المغربي بعض الحق في ما قال، وإن وجب التذكير بأن هذا ليس سوى كلام حق، أُريد به باطل.

حاولت التفتيش عن تشابه بين ياسر عرفات والفيتنامي"هو شي منه"، فوجدت الأول يُفاوض بعدما تخلى عن سلاحه، بينما القائد الفيتنامي يُرسل وفد التفاوض إلى باريس، ويرسل في الوقت نفسه مقاوميه من الفيتكونغ لمهاجمة القوات الأميركية حتى تعرف واشنطن أن الثمن الذي تدفعه لبقائها، هو أكبر بكثير من ثمن الانسحاب.

من أين أتانا عرفات يومها بتعبير "كادوك" الذي شغل صحافة الرجعية العربية والغرب طبعا؟

لقد تعمّد عرفات استعمال هذا التعبير الذي يعني ما يُشبه الصفر، للحديث عن الكفاح المُسلّح وإزالة إسرائيل من الوجود.


هكذا وبكل بساطة، وبشحطة قلم، جرّد ياسر عرفات المقاومة من كل مقومات المقاومات.

يومها طبّل المُطبًلون، وزمّر المزمًرون لهذه العبقرية اللغوية.

بدأ ياسر عرفات بكلمة، وانتهى في أوسلو.

هل يُلام أبو عمّار وحده على هذه الذهنية وهذه العقلية؟

قطعاً لا. لو كانت نسبة الثوريين هي الراجحة في منظمة التحرير، لما كنا هنا في القعر هذه الأيام.

حتى خالد مشعل وبعض من تاب من قيادات حماس، لم يختلفوا في فترات ما، عن الخلط بين فلسفة التكتيك،وفعل الوقوع في حبائل الأميركيين والصهاينة.

من ينسى حين استجابت حماس لسياسة أوباما مع إردوغان والإخوان، وراحوا يلوحون في غزة بأعلام الانتداب الفرنسي في سوريا؟

يومها، شارك بُلَهاء من القيادات الفلسطينية في مؤامرة إسقاط الشام، قلب العروبة النابض.

هناك نوع من الفتيات، يكفي لتسليمهن أنفسهن، ابتسامة أو لمسة، أو ربما أقل.

وهنالك من الفتيات من يُقِمْنَ الدنيا ويكسرنها على رأس المتحرِّش، مهما صَغُرَت محاولته.

يبدو أن قيادات الأنظمة العربية، ومنظمة التحرير 
من هذه الأنظمة، هي من صنف الفتيات الأول.

ما كادت أميركا تُعطي طرف ابتسامة، حتى خلعوا ملابسهم وانبطحوا أرضا.
بلا كفاح مسلّح، بلا على القلب، بلابطيخ...

أما الفيتناميون، وغيرهم من الشعوب التي تحررت،
فهم من أؤلئك اللواتي جعلن الأميركيين يرون الويل، قبل الهروب كالفئران من السفينة الغارقة.

كلمة فلسطين في اللغة العربية، مؤنثة صحيح.
لكن وكما اختفت تاء التأنيث من كلمة فلسطين،
كذلك لم ولا ولن تحتوي فلسطين على أية صفة من الصفات التي تحكم دول ظاهرها رجولة 
وكل باطنها، عهر بعهر.

المصدر: موقع اضاءات الإخباري