المعامل الاساسى والاكثر اهميه لدمقرطة اى مجتمع هو الوعى المجتمعى , دعونا نكون واقعيين ولو لمرة واحده , لو اخدنا الحاله الفلسطينيه , لا يختلف اثنان على فساد السلطه الفلسطينيه بشقيها رام الله وغزه , ولكن لو جرت انتخابات اليوم ولتكن انتخابات حره ونزيهه وتتمتع بالشفافيه , فمن الذى سيفوز فى هذه الانتخابات , بكل تاكيد اما فتح او حماس , مع ان الاغلبيه العظمى من شعبنا تقر بفساد الطرفين , ولكن ماذا تنتظرون من مجتمع تسوده سلطة العشيره وكبير العائله ورجل الدين.
قد يقول قائل بان الحاله الفلسطينيه هى حاله استثنائيه , حسنا , اذن بماذا نفسر الحاله اللبنانيه , وبماذا نفسر فشل الاحزاب اللبنانيه غير الطائفيه كالحزب القومى الاجتماعى او الحزب الشيوعى او حزب البعث من احداث اختراق يذكر فى الخارطه الانتخابيه الطائفيه فى لبنان , الا يفسر ذلك بسلطه شيخ الطائفه .
وقد يقول قائل بان الحاله اللبنانيه هى ايضا حاله استثنائيه , فجذور الطائفيه فى لبنان تمتد لقرون خلت , وهنا نتسال بماذا نفسر الحاله التونسيه , الا يفسر ذلك بسلطة رجل الدين , او لناخد الحاله الاردنيه , بماذا نفسر عجز الاحزاب من اختراق التركيبه البرلمانيه العشائريه , بالرغم من كل قوانين الانتخابات التى تعددت , وفى الحالات القليله التى استطاعت فيها الاحزاب من اختراق التركيبه العشائريه لمجلس النواب , كان ذلك الاختراق رمزيا وبشكل رمزى غير مؤثر , الا يفسر ذلك بسلطه العشيره وشيخ العشيره .
بالمختصر نحن بحاجه لثوره ثقافيه تعيد انتاج المنظومه الفكريه للمجتمعات العربيه , لو لم يكن ماو حازما فى ثورته الثقافيه , هل كنا سنرى صين اليوم , مع ان فى راى البعض المتفلسف كان ماو مستبدا فى ثورته الثقافيه , الخلاصه هنا وبكل اختصار , فى المجتمعات المتخلفه يعتبر معيار النظام المستبد او الغير مستبد هو معيار خاطىء وبكل المقايس , والمعيار الاصح هنا هو هل هذا النظام هو نظام وطنى ام هو نظام غير وطنى , فدعونا من نظرياتكم الاتبوريه