كتب حليم خاتون: كلام للتاريخ.. عظمة قادة المحور، وجنون عظمة دونالد ترامب.
ثقافة
كتب حليم خاتون: كلام للتاريخ.. عظمة قادة المحور، وجنون عظمة دونالد ترامب.
حليم خاتون
31 كانون الأول 2020 , 18:59 م
كتب الأستاذ حليم خاتون:    أن تستمر مقابلة الأستاذ غسان بن جدّو مع السيد حسن نصر الله حوالي الأربع ساعات، فهذا يعني أنّها مقابلة قصيرة طويلة بكل ما تعنيه كلمتي الطول والقصر من معنى.  

كتب الأستاذ حليم خاتون

 

أن تستمر مقابلة الأستاذ غسان بن جدّو مع السيد حسن نصر الله حوالي الأربع ساعات، فهذا يعني أنّها مقابلة قصيرة طويلة بكل ما تعنيه كلمتي الطول والقصر من معنى.

 

حاول الأستاذ غسان تناول كل ما يمكنه تناوله في هذه المقابلة، وهذا حقّه، وهذا ما يريده منه مشاهدو الميادين الذين على اختلاف مشاربهم السياسية، يريدون إجابات واضحة على تساؤلاتهم بالنسبة لكل أوضاع المنطقة وماهية موقف محور المقاومةمن كلّ حادث أو مستجدّ حصل أو سوف يحصل.

 

هنا برز ضيق الوقت غير الكافي لتناول كلّ شيء...

 

من جهة أخرى، هناك طاقة بشرية محدودة للجلوس وتلقي التحليل والمعلومات.

 أربع ساعات، ورغم الفواصل، هي مدّة طويلة نسبيا للتفاعل مع كلّ موقف وكلّ كلمة يقولها السيّد.

 

وكلّ موقف وكل كلمة يقوله االسيد، له اأبعاد لا بدّ من التوقف عندها.

 

لم يبالغ الأستاذ غسان حين وصف اللقاء بالعشرية بدل السنوية.

 

حتى زوجتي التي تدافع دوماً عن "عقلانية" وصبر الحزب في أمور الداخل اللبناني، والتي لا تقبل بأي إشارة أو ممازحة لا تعجبها عن السيّد، تساءلت عن سبب عودتي إلى الإنترنت لإعادة مشاهدة المقابلة بعد المشاهدة الأولى على الشاشة.

 

إن هذه المقابلة الجامعة، تُظهر بما لا يقبل الشك، أن على السيّد، وعلى غيره من قادة محور المقاومة الظهور أكثر لإبقاء جمهورالمقاومة، والشعوب العربية التي تشخص بأبصارها صوب فلسطين  على اطّلاع دائم، ودوما في وضوح الرؤيا.

 

ما رواه السيد عن الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، قد يبدو كافياً ووافياً لإعطاء هذين الشهيدين حقهما أمام جمهور المقاومة.

 

لكن الحقيقة أني شعرت بأن الشهيدين قصّرا حين لم يخرجا مرارا وتكرارا لكي يكونا أكثر قربا من شعبهما، خلال حياتهما النضالية.

 

على القائد حقوق تجاه شعبه.

الكثيرون ممن كانوا يتابعون حروب الإمبريالية والصهيونية على العراق وسوريا وفلسطين ولبنان،

عرف هذين القائدين على نحوٍ ما.

 لكن توجّب على السيّد حسن الحديث في هذه المقابلة لكي نعرف تفاصيل أكثر، زادت من ثقتنا بأن شعبنا لا زال قادراً على إعطاء قادة عظام،

ما أن يسقطوا حتى يأخذ مكانهم قادة آخرون لا يقلّون عظمة.

 

عظيم آخر، حفظه الله، وحفظ معه سوريا، قلب العروبة النابض.

 

لم تكن المرة الأولى التي يتناول فيها السيّد نصرالله شخصيّة الرئيس السوري بشّار الأسد، وصلابته في الدفاع عن قضايا الأمة، دون الالتفات إلى الكثيرين من الصغار الذين كثيراً ما وصفوه ظُلماً بالرئيس الذي يقتل شعبه.

 

لقد أنصف السيد، كما سوف يُنصف التاريخ ذلك الرجل الذي وقف بعد حرب تموز 2006، ليعطي أعراب أميركا الوصف الذي يليق بهم: أشباه الرجال.

 

والسيد البارع في تكتيك الحرب واستراتيجيتها، أرانا بما لا يقبل الشك، أنّ محور المقاومة زاخر وغني بالقادة العظام، عظام بمحبّتهم لشعوبهم ومحبّة شعوبهم لهم....

 

في نفس الوقت الذي لا تتجاوز مراتب أعداء محور المقاومة عن العبوديّة والذلّ لمجنون أوصلته إلى البيت الأبيض عقلية الكاوبوي غير البعيدة عن ثقافة البقر.

 

تكفي نظرة بسيطة ومراجعة صغيرة لأسماء تبدأ من تحت إلى فوق، من أبناء خليفة الى أبناء زايد، الى أبناء سلمان وسعود، إلى نتنياهو فكوشنير وإيفانكا

وصولا إلى طاووس البيت الأبيض دونالد ترامب..

 

كلّ هؤلاء، لهم صفات عامة متشابهة تبدأ بالخسّة وعبوديّة المال والسرقة، ولا تنتهي بالجبن.

 

الحمدلله الذي أرسل لأعدائنا هكذا أصناف زعامات لا تخرج "عظمتها" إلى أبعد من رؤوسها الفارغة.

 

هؤلاء مصيرهم بالتأكيد لن يكون أقل من مصير زعماء المافيا الفاشلين في المهمّات التي تُوكل

إليهم.

 

نجحوا أحيانا وفشلوا في المدى الطويل.

 

هؤلاء سوف ينتهون  في مزابل التاريخ، سواء قتلا، أو تعفنا...

بينما سوف تعلو دائما رايات الحرية والمقاومة والتحرير.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري