.                         
                      
كتب  م. حيان نيوف :

الباخرة المفخخة والتي تمّ اكتشافها منذ أمس الجمعة تهدف على ما يبدو إلى تفجير ميناء البصرة النفطي وإخراجه من الخدمة لفترة ليست بالقصيرة في خطوة تحاكي ما جرى في ميناء بيروت ..

الجديد فيما يخص الباخرة أنها مسجلة في دولة "ليبيريا" وأنها كانت قادمة من ميناء "الفجيرة" الأماراتي ، وأنها تحمل لغما بحريا معقدا بوزن حوالي ( 40 كغ ) وتصطف بجوار ناقلة نفط عملاقة أخرى ، وأن انفجار اللغم كان من الممكن أن يتسبب بانفجار الباخرتين معا ، حيث قدرت السلطات العراقية المختصة الخسائر المحتملة لذلك في حال حدوثه بحوالي ( تريليون دينار عراقي ) وخسائر بشرية كبيرة ، مع العلم ان الباخرة لم تدخل ميناء البصرة وكانت ترسو في بجوار منصات تصدير النفط خارج الميناء على مسافة 28 ميلاً في المياه الدولية..

ما يجب التنويه إليه أن حرب الموانئ البحرية مشتعلة منذ مدة بين الصين والولايات المتحدة ، حيث تسعى الصين الى تنفيذ مشروعها (الحزام والطريق ) والذي يهدف في جزء كبير منه لربط موانئها بالموانئ العالمية ، كما تدور حرب خفية بينهما للفوز بعقد تطوير ميناء البصرة بعشرات مليارات الدولارات ، وكان العراق على وشك توقيع اتفاقية اقتصادية ضخمة مع الصين العام الماضي لتطوير البنى التحتية فيه ومن ضمنها ميناء البصرة ، وذلك في عهد الحكومة العراقية السابقة برئاسة "عادل عبد المهدي" ، قبل ان تتدخل الولايات المتحدة وتشعل الساحة العراقية فيما سمي " بالحراك الشعبي"  وتتسبب بإسقاط الحكومة والإتيان بحكومة الكاظمي التي تجاهلت تلك الاتفاقية ..

كلّ ذلك يأتي في ضوء التوتر بين إيران والولايات المتحدة وما رافقه من ارسال لحاملة الطائرات الامريكية الى مياه الخليج والتهديدات المتبادلة والتي بلغت ذروتها اليوم ، مع اتهام وزير الخارجية الإيراني ل "إسرائيل" بالإعداد لمخططات تهدف لضرب المصالح الأمريكية في العراق بهدف اتهام إيران  وإشتعال المواجهة معها ..