لا يمكن لنا ولا باى شكل من الاشكال النجاح فى ايجاد الحلول للازمه الى تعيشها الساحه الفلسطينيه , دون الوقوف وقفه نقديه جاده امام تجربة الثوره الفلسطينيه , منذ الانطلاقه والى يومنا هذا , والوقفه النقديه تحتاج اول ما تحتاج الى التحرر من ثقافة عبادة الاصنام وصناعة الرموز الكرتونيه تحت شعار خدم الوطن , فباى عقل او منطق يمكن اعتبار اتفاق الذل والعار اوسلو خدمه للوطن والشعب , وباى منطق او عقل يمكن اعتبار الاعتراف بالكيان خدمه للوطن والشعب , وباى منطق او عقل يمكن اعتبار التنازل عن ثلاثة ارباع الوطن الفلسطينى خدمه للوطن والشعب والقضيه , كفانا هراء ولنضع النقاط على الحروف .
فيما مضى وعندما كنا ندخل فى جدال او نقاش مع ابناء حركة فتح , كنا نقول لهم بان اى حزب او حركه , لا يمكن لها الاستمرار والنجاح دون فكر ثورى قائم على النظريه والايديولوجيا الجامعه لابناء الحزب او الحركه , وهذا ما تفتقده حركة فتح , فلا فكر ولا نظريه ولا ايديولوجيا تجمع بين ابناء الحركه وتوحدهم وتشكل الخزان الفكرى للحركه , عندما كنا نقول لهم ذلك كانوا يردون بانهم حركه جامعه للكل الفلسطينى .
وفعلا فى بدايات الحركه كنا نرى خليطا غير متجانس يضم بين ثناياه كل المتناقضات من اقصى اليمين والى اقصى اليسار , فى بداية السبعينيات ومع موجة الاغتيالات التى طالت الكثير من القيادات الفلسطينيه , بدات الصوره تتضح اكثر فاكثر فى داخل حركة فتح , وخصوصا الاتجاه العام للحركه نحو اليمين , وهنا لا بد وان نضع علامة استفهام كبيره خصوصا وان معظم تلك الاغتيالات طالت الوجوه اليساريه فى الحركه .
المهم هنا وبعد ان اصبحت الحركه تمثل اليمين الفلسطينى , ومع افتقار الحركه للفكر والنظريه , اصبحت ظاهرة الولاءات ظاهره علنيه فى الحركه , وجميعنا يذكر المقولات مثل جماعة ابو فلان وجماعة ابو علان , ولاءات شخصيه قائمه على المصالح الذاتيه , وهذا بدوره يفسر بان ظاهرة السحيجه ليست بالظاهره الانيه الطارئه والمستحدثه , بل هى ظاهره متجذره فى حركة فتح , وهذا يفسر ما نراه ونشاهده اليوم من جماعة عباس وجماعة دحلان وجماعة الرجوب وجماعة عزام وووو والجامع الوحيد بينهم هو مغارة على بابا ومن يهبش اكثر .
ما تقدم هو مجرد مقدمه بسيطه والهدف منها هو توضيح القاعده التاليه – عندما يفتقد الحزب او الحركه للايديولوجيا والنظريه الفكريه , يكون من العبث البحث عن المشروع الوطنى فى ثنايا هذا الحزب او الحركه – تذكروا هذه القاعده جيدا .
وبالمناسبه وبما ان الشىء بالشىء يذكر , الحديث عن فتح البدايات والخليط الجامع للتناقضات , يدفعنا للتساؤل عن ما يسمى بالمسار الفلسطينى البديل , والسؤال هو ما الذى يجمع التيار الاتبورى مع تيار عزمى بشاره مع بعض الوجوه اليساريه , ما الذى يجمع هذا الخليط ليشكل اللجنه التحضيريه لما يسمى بالمسار الفلسطينى البديل , ولا تقولوا لنا بان الشان الوطنى هو الجامع , لانه وبكل بساطه , الشان الوطنى هو الحلقه المفقوده عند التيار الاتبورى وتيار عزمى بشاره , فهل يمكن لمثل هذا المسار ان يشكل بديلا ثوريا ومقاوما ومنحازا لمحور المقاومه