كتب الأستاذ حيان نيوف:
- مما روي عن رسول الله (ص) قوله : ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلها في النار ما عدا واحدة....
وفي روايات اخرى ( أربع وسبعون ) او ( خمس وسبعون ).....
- الكثيرون تحدثوا عن هذا الحديث وتفسيره ، وراح كل أصحاب طريقة او مذهب يدعي ان طريقته او مذهبه هو المقصود بالفرقة الناجية وما سوى ذلك من مذاهب فإلى النار ...
- غير أننا لا بد لنا من الوقوف على امرين في الحديث :
*الأول : أن تعداد المذاهب والفرق منذ مابعد عصر الرسول (ص) الى يومنا هذا قد تجاوز العدد المذكور في الحديث وكل يوم هو في ازدياد نظرا لكثرة المتقولين واصحاب الاعتقاد ، والرسول ( ص) لا ينطق عن الهوى ، فكلامه غير قابل للخطأ ، فمن ذلك يثبت أن ما عناه الرسول بالفرق وعددها شيء آخر غير ما اعتقده اصحاب المذاهب والطرق ...
* الثاني : هو كلمة ( امة ) الواردة في الحديث ، فكل من فسر هذا الحديث ذهب الى القول أنها أمة محمد والمقصود بها كل من دخل الاسلام طوعا او كرها او نفاقا ، غير أننا إذا عرضنا حديث الرسول على الكتاب الكريم كما أمرنا بذلك ، سنجد ان كلمة أمة وردت بمعنى آخر وهو قوله تعالى حكاية عن سيدنا ابراهيم ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ..) فثبت من ذلك ان ابراهيم كان لوحده ( أمة ) وهذا بوصف الله تعالى له ، وعليه فإن مقصد الرسول (ص) بكلمة أمة هي كل شخص مسلم بعينه دون سواه وابراهيم ايضا كان مسلما ...
- وعليه فإن العدد الذي جاء ذكره في الحديث فهو الصفات والاعتقادات والافكار التي يعتقدها المسلم الواحد خلال هجرته وسفره وجهاده في دنياه وحتى بلوغه النجاة فيكون هو فرقة ناجية بعينه وذاته ولوحده ، من غير ان يكون ضمن حزب او جماعة او مذهب مجتمعين ، وليست صفات هذا الشخص الذي هو الفرقة الناجية غير الصفات التي وصف الله تعالى بها نبيه ابراهيم ( الأمة ) بقوله تعالى ( ...قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121)..)
- وما كانت الرسالة المحمدية إلا لإيصال العبد ليكون (أمة ) أو فرقة ناجية بتمام مكارم الاخلاق التي بعث النبي لاجلها حنيفا ومسلما على ملة ابراهيم الخليل ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )
( م. حيان نيوف )