كتب الأستاذ حليم خاتون:
لطالما ردّدت الجديد: أن على سمير جعجع اللجوء إلى القضاء للطعن في المحاكمات التي تعرّض لها، إذا كان بريئاً من دم الرئيس الشهيد رشيد كرامي فعلاً، ومئة في المئة.
الطلب نفسه يوجّه اليوم إلى الجديد التي تلتزم صمتاً مُريباً حيال الاتهامات التي تُوجّه إليها، بتلقي رشاوى سعودية وإماراتية.
في إحدى المقابلات مؤخراً سمّى الإعلامي حسن عليق الجديد علناً، كمرتشٍ من أبناء زايد.
ماذا فعلت الجديد؟
لا شيء.
الكثير من مشاهدي الجديد لاحظوا الفرق الكبير، ليس فقط بين الرعيل الأول من أيام ال New TV، ومجموعة الصبايا والفتيان المُنتقين
على الطبلية مؤخراً؛ بل بين الضيوف ذوي الفكر والمنطق حتّى ولو كانوا من 8 و 14 آذار، وبين ضيوف اليوم، المرشّحين ليكونوا وجوه التطبيع اللبناني على الشاشات الصهيونية غدا.
الجديد التي كانت رأس الحربة في الإعلام المحارب للحريرية السياسية، بات كلّ همها باسيل وميشال عون.
صحيح أن جسم باسيل "لبّيس"، بعد أن باع العَلمانية وحرق نَفَس الدولة المدنية، ولكن رحمةً بخلق الله، اهدأوا قليلاً، slow down، "روقوا شوي"، مصيبة لبنان لا زالت في أصدقاء الجديد .... الجدد.
أن تنتقد الجديد المحاصصة شيء، وأن ترى ذرّة الغبار في عين باسيل، ولا ترى الواح الخشب في عيون الباقين، شيء آخر.
فجأة لم تعد الجديد مهتّمةً بانتقاد الحريريّة السياسيّة.
في مقدّمة النشرة التي تكتبها مريم البسّام... برق ورعد، أضيفت إليه "الشهيدة".."الحيّة"، مي شدياق للتعليق على كلام باسيل.
أين جوني منّير، أو نقولا ناصيف أو سركيس نعّوم أو أي من الصحفيين الموضوعيين وغير المحسوبين بالتأكيد لا على التيار ولا على "حليف" التيار.
ليس دفاعاً عن جبران باسيل، فهو أحد أهمّ العوائق أمام الإصلاح الفعلي، رغم اعترافه أمس بوجوب اجتماع اللبنانيين للوصول إلى كلمة سواء، بدل العواء ضد "المؤتمر التأسيسي" الذي وجب انعقاده منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي بدل مهزلة الطائف، واجتماع الدوحة الكاريكاتوري، اللذين سمحا بأكبر عملية نهب وسرقة يتعرض لها شعب ...
صار كل همّ مقدّمي البرامج على الجديد وال LBC والMTV، هو التصويب مباشرة على التيار للوصول غير مباشرة، الى حزب الله.
أمس على الLBC، كانت الست ندى تحور وتدور مع النائب العوني البستاني، لتقول له في النهاية إن حليف عون هو السبب.
لا أعرف لماذا لا تستضيف الست المصون ندى، أحداً من الضاحية ليشرح لها أنّ الذي يسرق الكهرباء هم ليسوا أهل الضاحية، ولا أهل الجنوب، ولا أهل البقاع، ولا الهرمل، ولا طرابلس ولا عكار.... الذي يسرق الكهرباء يا ستنا المصون هو الذي ظلّ لأكثر من عشرين عاماً يستهلك كهرباء ""مدعومة""، اسمعي جيداً وافتحي أذنيك، كهرباء ""مدعومة"" من كامل الشعب اللبناني، 24/24، ثم عشر سنوات 21/24.
في الوقت الذي كان فيه كل باقي لبنان مضطرًّا أن يشترك بمولّدات لأن شركة كهرباء ""كل لبنان"" كانت تعطيه بالكاد 12/24 وفي معظم الأحيان تُقطع الكهرباء لأيام بسبب أعطال مقصودة لتوفير الفيول، ليس إلّا.
أما عن التهريب إلى سوريا والذي "فلقوا" راسنا به على المحطات الثلاث.
تطلب الست ندى من الرئيس عون أن يضرب يده على الطاولة كي يقوم الجيش بواجبه، ويجيب ضيفها العوني بشيء من الخجل الضعيف وغير البريء، بالصمت، بدل أن يقول لها إن أصدقاء الست ندى هرّبوا إلى أوروبا خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من 15 مليار دولار (fresh)، وليس لولار.
وأنّ اتفاقات التجارة المتوسّطية التي جلبتها إلينا الحريرية السياسية ساهمت بإغراق أسواقنا بمنتجات معفاة من الكثير من الضرائب والجمارك، في حين تدفع المصانع اللبنانية TVA على المواد الخام التي تستوردها، فلا يعود بإمكانها مواجهة المنتجات المُستوردة.
ولو كانت الست ندى، أو زملاؤها من الثلاثي المرح، جادين فعلاً في ربح لبنان، لكانوا فتحوا استيراد كلّ مشتقّات النفط من إيران بالليرة اللبنانية كما عرضت إيران بدل الانحناء أمام الحذاء الأميركي، وسمحوا ببيعه إلى سوريا
وجني الأرباح من هذا.
إذا لم يكن من أجل مساعدة السوريين، فعلى الأقل من أجل مساعدة اللبنانيين أنفسهم.
شيء من الموضوعيّة.
شيء من الحسّ الوطني لمن يغنّي،ليل نهار، لمجد الكيان اللبناني.
شيء من الحسّ الوطني لمن يدّعي الأحلام القوميّة، ثم يُطبِّل ويزمِّر لأكثر المُطبّعين عند الأعراب خِسّةً ونذالة.
اتّقوا الله في أنفسكم، فقط لكي تحافظوا على شيء من الاحترام الذي كان