كتب الإستاذ حليم خاتون:لا تلوموا طرابلس، إنها البداية..
دراسات و أبحاث
كتب الإستاذ حليم خاتون:لا تلوموا طرابلس، إنها البداية..
حليم خاتون
30 كانون الثاني 2021 , 09:10 ص
كتب حليم خاتون:   لا تلوموا طرابلس، إنها البداية..   سعد الحريري تفاجأ بأحداث طرابلس. بهاء الحريري وأشرف ريفي... أرادوا ركوبها. انقسم زعماء السنّة بين التعجّب والعجز وركوب الموجة.

كتب حليم خاتون:

 

لا تلوموا طرابلس، إنها البداية..

 

سعد الحريري تفاجأ بأحداث طرابلس.
بهاء الحريري وأشرف ريفي... أرادوا ركوبها.

انقسم زعماء السنّة بين التعجّب والعجز وركوب الموجة.

في اتحاد الكونفدراليات المذهبية، تعاني الطائفة السُنيّة من الضياع.

منذ بضعة عقود، كان السُنّة في لبنان يقودون الشارع باسم فلسطين وباسم القومية العربية.

كان سنَدهُم في هذا، مصر العروبة أيام عبدالناصر ما قبل كامب ديفيد من جهة، ومنظمة التحرير الفلسطينية ما قبل غزو لبنان سنة 82.

خرجت منظمة التحرير من لبنان، فسقطت طريق الجديدة، ومنطقة الجامعة العربية وطرابلس والشمال  في قبضة عرب اميركا.

شيئا فشيئا، وكما حدث مع مصر العروبة، بدأ الناس يسافرون للعمل في الخليج.

الخليج... هل تذكرون الخليج؟

هل تذكرون المطعم "اللّي بيبرم" في الخليج في مسرحية "بالنسبة لبكرا شو؟" لزياد الرحباني. 

كما تعامى زكريا عن جوهر
المشكلة المُتَمثًل بذهاب زوجته للعمل على "البار" 
في المطعم الخليجي، بينما يبقى هو "منقوعا" في لبنان على بار آخر....

 فسأل بكل عجز الرجولة المقهورة، عن.........عدد المرّات التي "يبرم"  فيها المطعم!!!؟؟؟

هكذا تساقط المناضلون.

منهم من ذهب الى الخليج 
والى مملكة "الخير" تحديدا، للتفتيش عن دولارات النفط والرفاهية؛ ومنهم من تملّكه اليأس، فانزوى في لبنان، وتقوقع 
في غيتوات الطائفة.

أرادت السعودية، وأراد رفيق الحريري أن ينسى السُنّة تللك الشعارات الخشبية عن فلسطين، وعن العروبة.

 ها هي مصر "العظيمة" قد أصبحت خاتما طيًعا في المحور الذي لطالما حاربته من أجل رفعة الأمّة.

مصر التي فقدت عذريتها مع كامب ديفيد، لم يعد يهمُها العمل في ملاهي الخليج الليلية.

ها هي منظمة التحرير توقًع اتفاقية أوسلو، وتتخلّى عن كل الشعارات الكبيرة لتنزوي هي أيضا في زاوية من رام الله كما تنزوي العشيقة في شقة الرجل الكبير، يزورها بين الفينة والأخرى لشرب كأس ومتعة ليلة.

الطائفة التي كانت تقود الشعوب العربية في سبيل مبادئ الأمة، تخلت عن كل تلك المبادئ مقابل دولارات النفط، وحصة الأسد في تركيبة السلطة في لبنان.

استيقظ الأجداد والآباء في الطائفة ليجدوا طهران تأخذ مكان القاهرة في طلب السمو والعزة والكرامة، وليجدوا في الوقت نفسه أن من باع مبادئه، يجلس في النهاية على قارعة الطريق ضائعا هائما لا يعرف ماذا يفعل.

إذا كان لبنان كله مضروبًا بالأزمة الإقتصادية، فإن الذين عوّلوا على الخليج واميركا والحريرية، هم أكثر المصدومين.

أميريكا والسعودية والإمارات، العاجزون أمام نمو محور المقاومة قرّروا إغراق المركب بمن فيه، ومن عليه.

لبنان، إمّا يكون لهم، أو لا يكون.
فليذهب الى الجحيم كل الأتباع...... المهم موت المقاومة.

نظر السُنّة من حولهم فوجدوا أن كلّ ما فعلوه من التبعيّة للسعودية  لم يكن سوى طريق الضلال والخيبة.

لقد رمت بهم السعودية دون حتّى أن يرفّ لها جفن.

السعودية والإمارات تكارمتا على بعض أهل السُنّة ببعض كراتين الإعاشة.

صار صاحب العزّ والذي لطالما جاع في الخمسينيات والستينيات إكراما لمبادئه؛ صار ينتظر كرتونة من بعض المعلبات والزيت والتمر.

السعودية والإمارات تُعامِلان من التحق بهم كما تُعامَل الجواري، وكما يُعامل العبيد.

أهالي طرابلس... فقراء طرابلس... أولئك الذين حاربت السعودية والإمارات بهم، وجدوا أنفسهم على نفس السفينة الغارقة.

وجدوا أن من يُغرِق هذه السفينة عمدا هم أخوانهم من السعوديين والخليجيين بأمر من الأميركيين.

في طرابلس انتفض الإبن الضال.

قد يكون بعض الرعاع خرج لاستغلال الفرصة، لكن الذي انتفض... هو الإبن الضال.

هو ذلك الذي باعوه الأوهام وزرعوا في رأسه الخرافات عن التهديد الإيراني تارة وعن هيمنة الشيعة تارة أخرى.

ما حدث في طرابلس ليس سوى البداية.

ما حدث في طرابلس أظهر بكلّ وضوح خروج اناس يعتمرهم الشعور باليتم، أكثر من الشعور باليأس.

اناس لا يعرفون أن أخذ حقوقهم لا يكون بحرق بلدية أو قتل ضابط.

اناس يحتاجون إلى قوى عاقلة تستوعبهم وتؤطّرهم ليعودوا إلى جادة الصواب.

ليعودوا إلى عزّتهم... إلى كرامتهم... إلى مبادئهم.

ليعودوا لبناء لبنان الجديد.

وبناء لبنان الجديد قد يحتاج إلى كثير من الحرائق، لكن حرائق بيوت اللصوص والناهبين وليس البلديات.

هل يعود الإبن الضال؟
لكن إلى أين؟

أين القوى التي يجب أن تضع يدها بيده من أجل لبنان الجديد؟

سؤال برسم القوى الثوريةّ، كلّ القوى الثوريّة.
 

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري