كتب الأستاذ حليم خاتون:
بين "الحزّورة والفزّورة" يستمر الموت البطيء للناس.. وللبلد.
في حكومة.....ما في حكومة.... هي لعبة القط والفأر، تستمر كما المسلسلات التي لا تنتهي.
كل مرة، يُدخِل المُخرج عنصرا لا على البال، ولا على الخاطر، فيطول المسلسل، ويكسب هو بعض المال ويغرق الناس في إدمان المسلسل التافه.
أكلة الجبنة يتجادلون في الحصص، كما يتجادل تجار المخدّرات والدعارة على سوق "الأوادم".
مقدمة المنار "ليلة القبض على فيلتمان"، وجدتها.
أنها أميريكا أم الإرهاب.
كل مصائبنا تحمل الجنسية الأميريكية والدليل، "قالولوا" كما في مسرحية "شاهد مشفش حاجة" لعادل إمام.
حسنا، "خذوني على قد عقلاتي"، أميريكا هي فعلا أم الإرهاب؛ أميريكا هي فعلا وراء مصأئب العراق واليمن وسوريا ولبنان...
وبلاد "الماو ماو".
على مدى إجرام أميريكا ونذالة حكامها، يوافق حتى اتباعها، ويشهد على ذلك تاريخها الأسود.
لكن "نحنا وين"؟ ماذا نفعل؟
هل قدرنا تلقًي الصفعات والمشي "عالحيطة"، وطلب السترة من الله؟
أكيد أميريكا والإمبريالية تقف وراء المصائب، لكن ماذا عنّا نحن؟
عون، حريري. حريري، باسيل... إلى آخر الأسطوانة المملّة.
الحقيقة هي التالي:
الطائف لم ولن يُطبّق بالكامل لانه أساسا مفصّل على غير قياس قيام وطن.
الطائف هو مرآة واقع المزارع اللبنانية المتحدة.
أما محاولة إعادة مسرحية هذا الطائف في العراق، فقد أثبتت، هي الأخرى، استحالة التطبيق وبناء وطن في آن معا.
لن نعود إلى مدفن البطرك صفير، لنقول له:
"تفضّل" يا صاحب "الغبطة"،"تفضّل" يا صاحب نظرية النفوس قبل النصوص في بند إلغاء الطائفية السياسية.
لو كانت نظرية البطرك صائبة، لما طبقت أوروبا اتفاقيات ويستفاليا ولكان البروتستانت والكوثوليك افنوا بعضهم البعض في أوروبا.
لو كانت نظرية البطرك صائبة، لكان اتجاه طلب اللجوء،... من أوروبا إلى بلادنا، وليس العكس.
والبطرك، ليس وحده مَن عرقل بناء الوطن.
فالحمدلله، الذين يتقنون التخريب ووضع العربة أمام الحصان، واتهام غيرهم بهذا، كُثُر في هذا البلد.
في لبنان عندنا من أصحاب البطرك شتلة.
فأصحاب المعالي والسعادة والفخامة ومعهم أيضا أصحاب "القداسة" من المفتين الذين لا يرضون الحديث، لا عن العلمانية، ولا عن فصل الدين عن الدولة، ولا حتى عن التعبير المُخفّف عنهما، أي الدولة المدنية؛
هؤلاء جميعا، يذكًرونا بالقرون الوسطى، يوم كانت الناس تعاني، بينما يجادل "المسؤولون" في جنس الملائكة.
الشعب اللبناني، وبكل بساطة، ومع الكثير من اللامنطق، لا زال ينتظر من الطبقة الحاكمة القيام بما كان يقوم به الانبياء والرسل..أي، المعجزات.
هؤلاء، إن اتفقوا نهبوا الوطن، وإن اختلفوا، وهم مختلفون، وسوف يستمرون في الإختلاف لأن المتبقي من هذا الوطن لا زال هوسا في عقولهم لمزيد من النهب.
الحريري مكلّف ولا يؤلف، دياب تصريف أعمال ولا يصرًف شيئا، وعون يحاول استرجاع مجد، قتله هو بيديه حين دخل السوق شاريا، بائعا.
خلص الوقت.
بين تفنيص التكليف والتأليف والتصريف، ضاعت الطاسة ولم يعد أحد مسؤولا.
أما الحجّة، فهي دائما موجودة:
"ما خلّونا نشتغل".
الكل يتهم الكل. أمّا هم، فأبرياء من دم يوسف، براءة الصدًيقين.
أما الشعب، والجزء الأكبر منه مسطول بدون حشيشة؛
هذا الشعب يصلي في المساجد والكنائس، طالبا من الرب الاستعجال في ارسال المهدي عند الأولين، وإرسال المُخلًص عند الآخرين.
واللهِ، لو أتى الأول أو الثاني، لكان اول العقاب على شعب مخبول يجوع ولا يكفر، ويموت صامتا صمت القبور.
هل جرّب أحد يوما التحادث مع ساكني القبور.
ماذا كان الجواب؟