بين التصعيد ومحاولات التهدئة أي سيناريو ينتظر مدينة الحسكة السورية
أخبار وتقارير
بين التصعيد ومحاولات التهدئة أي سيناريو ينتظر مدينة الحسكة السورية
كنان خليل اليوسف
2 شباط 2021 , 13:42 م
بشكل مفاجئ تبدلت الأوضاع الميدانية في مدينة الحسكة السورية فبعد هدوء وتفاهم امتد لسنوات بين قسد والحكومة  تقف المدينة اليوم أمام مفترق طرق حقيقي بعد تصاعد الموقف  بين ميليشيات قسد من جهة والسكان والجه

بشكل مفاجئ تبدلت الأوضاع الميدانية في مدينة الحسكة السورية فبعد هدوء وتفاهم امتد لسنوات بين قسد والحكومة  تقف المدينة اليوم أمام مفترق طرق حقيقي بعد تصاعد الموقف  بين ميليشيات قسد من جهة والسكان والجهات الحكومية الرسمية من جهة أخرى.. قسد تبدو مصرة على حصارها لمركز المدينة واحياء من مدينة القامشلي ..في خطوة تزعم انها بمثابة الرد على حصار الحكومة السورية لمناطق يقطنها الأكراد في مدينة حلب.. بالمقابل وحتى هذه اللحظة لم تنفع المحاولات الروسية في تقريب وجهات النظر بين الجانبين...الحديث اليوم يدور  حول اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بمساعي روسية، ويقضي بفك الحصار الذي يضربه مسلحو قسد الموالون لجيش الإحتلال الأمريكي حول مدينتي القامشلي والحسكة، أقصى شمال شرقي سوريا
وأكدت مصادر  أن اجتماعات مكثفة عقدت في مدينة القامشلي خلال الساعات الماضية بين الجانب الروسي وقياديين في تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي، وتم خلالها التوصل إلى اتفاق مبدئي لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة في المدينتين.
التحركات المتصاعدة لقسد الموالية لواشنطن تأتي مع وجود ادارة أمريكية جديدة لم تعرف بعد أيا من توجهاتها حيال الملف السوري.. لكن المؤكد أن قسد تسعى وفق مراقبين الى تقديم اوراق اعتماد للإدارة الجديدة و تبدي من خلالها الاستعداد لكل الخيارات الأمريكية حيال سورية، وأحد هذه الخيارات على مايبدو هو التصعيد ضد دمشق ، في الوقت الذي تذهب به المؤشرات نحو اعادة إحياء داعش من جديد في مناطق البادية السورية ، ما يعد وفق التحليل المنطقي زيادة في ارباك الجيش السوري وتشتيت تحركاته المنصبة نحو معركة مرتقبة في ادلب ، كبقعة جغرافية باتت الملجأ والمقر الأكبر للتنظيمات الإرهابية
على أية ومع دخول حصار مركز الحسكة وأحياء في القامشلي  يومه الثالث والعشرين على التوالي تبدو الصورة ضبابية في مشهدها العام لكن يبقى خيار التهدئة هو الطريق الأسلم في المرحلة الراهنة ولكل الأطراف، لا سيما مع اشتداد صعوبة الوضع الإنساني وهي ورقة لا تستطيع اللعب بها على المدى الطويل ، حيث لا طحين ولا مواد غذائية ولا محروقات تدخل إلى المناطق المحاصرة.. وما صعد الموقف أكثر هو استشهاد شاب من المحتجين ووقوع اصابات في صفوف المدنيين بعد اطلاق قسد الرصاص الحي على الرافضين لممارساتها، وسقوط الدماء بحد ذاته يجب أن يدق ناقوس الخطر لدى الرؤوس الحامية في ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية ، نظرا للتركيبة العشائرية لتلك المناطق وهي التركيبة التي قد تشعل فتيل الثأر لدى هذه المكونات.
بالمجمل يمكن القول أن تصاعد المواجهات وارتفاع موجة الغضب الشعبي ضد قسد ينذر بوقوف المشهد في الحسكة أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تنجح الجهود الروسية في تقريب وجهات النظر كحل مؤقت وغير مستدام  لكنه يسهم في تخفيف التوتر أو أن تنفلت الأوضاع الى مواجهة مباشرة بين قسد والقوات الحكومية السورية وهو السيناريو الأسوء الذي سيكون له تداعياته على عموم مناطق الشرق السوري .

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري