ان اى قراءه اوليه للبيان الصادر عن حوار الفصائل الفلسطينيه فى القاهره , لا بد وان تخرج بقراءه واحده فقط لا غير, وهى ان هذا الحوار والبيان لم يات باى حل للازمه فى الساحه الفلسطينيه , وانما هو فقط اعادة تدوير للازمه لا اكثر ولا اقل , فالبيان يخلو من اى اشاره للمشروع الوطنى الفلسطينى , هل هو مشروع الاجماع الوطنى القائم على وحدة الوطن الفلسطينى من البحر والى النهر ومن رفح والى الناقوره , ام هو المشروع القزم للدويله على اقل من خمس الوطن الفلسطينى .
كما ويخلو البيان من اى اشاره للبرنامج السياسى التوافقى المقاوم , بل ويمكن اعتبار ان البيان بمجمله ما هو الا تكريس لنهج التنازل والتفريط فى الساحه الفلسطينيه والمعروف بنهج اوسلو والعماله الامنيه المسماه بالتنسيق الامنى , والا فماذا تعنى انتخابات تحت سقف اوسلو والتنسيق الامنى .
وياتى البيان ليعلن سقوط معظم الفصائل الفلسطينيه فى وحل مستنقع اوسلو , كيف لا وقد بصمت هذه الفصائل بالعشرة اصابع على هذا البيان , وهنا لا بد وان نشير الى تمايز مواقف الجهاد والشعبيه عن باقى الفصائل , الا ان هذا التمايز يبقى دون الحد الادنى المطلوب فلسطينيا ووطنيا . فالجهاد وعلى الرغم من رفضها المشاركه فى الانتخابات , الا انها باركت هذه الانتخابات , والا بماذا نفسر او ماذا يعنى توقيع الجهاد على البيان سوى بالمباركه لهذه الانتخابات والسقف الذى تجرى تحت ظله هذه الانتخابات , اما الشعبيه وان كانت قد تحفظت على البيان وهو موقف متقدم عن موقف الجهاد , الا ان هذا التحفظ لا يعنى الرفض المطلق لهذه الانتخابات وللنتائج التى ستترتب عن مثل هذه الانتخابات .
ومع ذلك يمكن اعتبار تمايز الفصيلان هذا خطوه جيده اذا ما ذهب هذا التمايز الى تشكيل جبهه وطنيه عريضه تجمع هذان الفصيلان والفصائل الرافضه اساسا لهذه الانتخابات وهذا الحوار والتى لم تشارك فى حوار القاهره .فهل سنشهد ولادة مثل هذه الجبهه الوطنيه العريضه .
ويخلو البيان عند الحديث عن انتخابات المجلس الوطنى الفلسطينى , يخلو من اى اشاره الى اصلاح منظمة التحرير الفلسطينيه واعادة بنائها على اسس جبهاويه , كما ويخلو من اى اشاره لاعادة تفعيل الميثاق القومى , او التاسيس للقياده الجماعيه والشراكه فى القرار , او محاربة الفساد المستشرى فى مفاصل منظمة التحرير الفلسطينيه .
اخيرا يبقى الامل قائما على جماهير شعبنا الفلسطينى فى اسقاط هذه الانتخابات المهزله ,عبر المقاطعه وعدم المشاركه فى هذه المهزله , مقاطعة انتخابات اوسلو هى واجب وطنى ودينى واخلاقى .