كتب حليم خاتون:
الحبر الأعظم في الفاتيكان
يتحدث عن خطر على هوية لبنان.
الكاردينال الراعي، بطرك الكنيسة المارونية في العالم، كبرى كنائس لبنان، يطالب بمؤتمر دولي من أجل لبنان.
النائب أنور الخليل، رغم التلعثم، يُحذًر من وضع لبنان تحت وصاية دولية
وفق بنود الفصل السابع.
الرئيس سعد الحريري يتنقّل ما بين الإمارات وقطر وتركيا وفرنسا ومصر، ويُحاول، دون جدوى حتى الآن، زيارة السعودية.
وزير خارجية قطر يأتي إلى لبنان، في كسر لروتين
العلاقات الخليجية الحاقدة على لبنان منذ سنين.
فرنسا، تعيد إطلاق مبادرة، هي نفسها لم تحدًد ماهيتها بوضوح؛ مبادرة تتغير من يوم الى يوم، وفق الإرادة الأميريكية التي ترى صعوبة في الخضوع للوضع القائم الذي فرضت فيه المقاومة لبنان، قوة مؤثرة في الإقليم لا يمكن تجاهلها.
الأحزاب والتيارات اللبنانية، داخل وخارج السلطة، تنتظر معجزة في زمن انتفاء المعجزات.
أحزاب وتيارات، أكثرها الأعظم، غاطس في الفساد إلى قعر هذا الفساد.
وإذا كان حزب الله يستطيع تبرئة نفسه من الإفادة من كل هذا الفساد الذي تسبب بضياع مئات المليارات من الدولارات؛ فإنه بالتأكيد لا يستطيع نفي كامل مسؤوليته عن الفشل في مكافحة هذا الفساد، أو مواجهة شبهة التحالف معه، ما شكّل منظومة حكم بدت كأنّها مظلّة تحمي الفاسدين.
في الفشل، تصحّ مقولة،
"كلّن، يعني كلّن".
أما نظرية ناقل الكفر، ليس بكافر، فلا تنطبق هنا.
لقد لعن الله شارب الخمر وبائعه وناقله والمشرف على خزنه.
حزب الله في السلطة، والسلطة شاربة خمر، وخازنة له.
لم ينتفض سمير جعجع وسامي الجميل وناجي حايك خوفا من أن يؤدي هذا المؤتمر إلى المثالثة.
عندما تحدّث السيد نصرالله قبل سنوات عن مؤتمر تأسيسي للبنان، قامت الدنيا ولم تقعد.
"كل فرنجي، برنجي".
اللبناني يحتاج دوما إلى وصاية خارجية.
فرنسا كانت الداية التي أشرفت على إقامة الكيان اللبناني بعد تفتيت بلاد الشام.
فرنسا هي من وضع الدستور الأول، والرئيس الأول، والنواب والوزراء الأوَل.
الجمهورية الأولى بكاملها،
كانت صناعة فرنسية.
وعندما انحسر النفوذ الفرنسي، وزاد قليلا عن النفوذ البريطاني، كانت أميريكا وحلف الأطلسي، هم ولي أمر هذا البلد.
حتى حين أُضطّر الأمر لتغيير الدستور هرع اللبنانيون إلى مدينة الطائف السعودية.
وعندما فشل "الطائف، حملت الطائرات تجمع "المسائيل"
إلى العاصمة القطرية للخروج باتفاق الدوحة.
عندما أتى ماكرون إلى لبنان، لم يغب أي من التلاميذ عن الصف.
كل "المسائيل" كانوا هناك.
وعندما خرج ماكرون لتحية الناس، طالبه بعضهم بعودة الٱستعمار الفرنسي إلى البلد.
اللبناني مصلحجي، الدولار أهم من الكرامة.. واللباس والطعام الفاخر أهم من الشرف.
للدلالة على هذه العبودية لقيم المال، يكفي الإستماع إلى حديث
"المسائيل" عن مملكة الخير ودولة الٱمارات المِضيافة.
لبنان، دولة منذ أُنشئت، لم تعرف سوى الشحادة والتذلل.
كل يوم يستيقظ اللبنانيون على امنيات بأن الحل آت.
والحل دائما، من الخارج.
ليس المهم أن يأتي الحل من أميريكا أو فرنسا أو السعودية أو قطر أو حتى مباشرة من الكيان الٱسرائيلي... المهم أن لا يكون لإيران دور.