. كتب م. حيان نيوف:
كان لافتاٌ في اليومين الماضيين تصريحات سعودية تخصّ مصر
أحدها للوزير السعودي المختص بالشؤون الافريقية والذي تحدث فيها عن "استعادة جزيرتي تيران وصنافير" من مصر بموافقة السيسي ..
والآخر للسفير السعودي في القاهرة والذي تحدث عن مرحلة الانتخابات التي تلت سقوط نظام مبارك ، وفوز احمد شفيق بها على حساب مرسي ، مما استدعى تدخلا امريكيا لقلب النتيجة ..
التصريحات السعودية تبدو وكأنها تحمل رسالة مبطنة لمصر ، وتحديدا للجيش المصري وقيادته ..
عملت مصر مؤخرا على توقيع اتفاقيات عسكرية هامة مع السودان هي اقرب للدفاع المشترك في خطوة تعكس تحالفا ضد اثيوبيا ، بعد يأسٍ مصري من جدوى التحرك باتجاه كل من جنوب السودان واريتريا ..
ولا يخفى على احد التواطؤ السعودي الإماراتي مع اثيوبيا ، حيث تساهم كل منهما بتمويل سد النهضة عبر مستثمرين من كلا البلدين ..
السعودية التي تعاني من انتكاسات أقليمية بسبب هزيمتها المدوية في اليمن ، وفشل كل مشاريعها ، والضغط الذي تمارسه عليها إدارة بايدن سواء في قضية مقتل خاشقجي او في موضوع الحرب على اليمن ، بدات تبحث عن دور جديد لها في شرق افريقيا حتى لو كان على حساب مصر ، وربما تريد السعودية التي ادّعت رغبتها في حل مشكلة سد النهضة ، ودخلت على خط الملف السوداني علنا ، أن تصنع لنفسها هذا الدور على حساب مصر التي لا تستطيع التفريط بأمنها القومي في منطقة وادي النيل بعد أن ضاقت خياراتها..
التصريحات السعودية جاءت لتذكر الجيش المصري أنه سبق لمصر التنازل عن الجزيرتين ، فلماذا لا تتنازل في قضية سد النهضة ؟! وسبق لجيشها أن تنازل عن نتائج الإنتخابات ، وهذا لعب على الداخل المصري وتحريض على جيشه !!!
يضاف إلى ذلك كله ان مصر لم تعلن موقفا واضحا كما فعلت الدول الخليجية في انتقادها للتقرير السري الامريكي الخاص بمقتل خاشقجي ، واكتفت بالإدانة عبر الجامعة العربية ، ذلك ان مصر ما زالت تشعر بعد الإرتياح من مواقف الإدارة الامريكية الجديدة تجاهها ولا ترغب بانتقاد سياساتها ..
فهل نشهد خلافا مصريا سعوديا ؟ وهل هناك خلاف بين السيسي وقيادة القوات المسلحة المصرية حول مطالب سعودية ؟ أم أنها محاولات فتنوية سعودية و عوامل للضغط والتأثير على مصر ؟!