فلسطين المحتلة
عين على العدو
في مقالة للمدير السابق لوكالة استخبارات الموساد تامر باردو على موقع يديعوت أحرونوت؛ ذكر فيه أن الكيان الإسرائيلي بحاجة إلى استراتيجية متماسكة تجاه إيران والفلسطينيين .
الكاتب بدأ مقالته قائلا :" كقوة عسكرية إقليمية ، يجب على إسرائيل أن تضع سياسة قائمة على التقييم الشامل للمصالح الوطنية وليس من خلال الارتجال ، ونبذ الخوف الوجودي وظل المحرقة القديمة "
مضيفاً ان :" إسرائيل تفتقر إلى سياسة أمنية وطنية شاملة. بحيث أن موقفها من تطلعات إيران النووية صاغه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحده ، دون التشاور مع مجلس الوزراء الأمني".
تنازلات إسرائيل :
وبحسب باردو فقد إعتبر أن الكيان تنازل في عدة ملفات حيث قال :" تنازلات إسرائيل - السماح لأنظمة الأسلحة المتطورة بما في ذلك قاذفات الشبح من طراز F-35 ببيعها إلى الإمارات العربية المتحدة واتفاقية للسماح ببيع غواصات متقدمة لمصر - تم تحديدها جميعًا بنفس الطريقة.  كما نُفِّذ إعلان الضم المُعلن لأراضي الضفة الغربية وما تلاه من نقض لهذه السياسة بطريقة مماثلة ، وحتى قرار إيصال اللقاحات إلى بلدان معينة وحرمان جيراننا الفلسطينيين منها اتبعت نفس العملية. كل هذه القرارات كانت خالية من الإجراءات ودون اعتبار لتداعيات الأمن القومي."
واعتبر باردو ان :" أصل هذه الممارسة يكمن في عصر آخر. لقد كان الوقت الذي كان فيه قادة إسرائيل يتصرفون على أساس افتراضين ، على الرغم من تجاهل تداعيات أوسع كانت مبررة في ذلك الوقت: أن العالم "مدين لنا" بعد الهولوكوست وأننا جزيرة محاطة ببحر من الأعداء. كانت هذه الأيام الأولى لقيام الدولة وسادت عقلية الغيتو لشعب لم يكن لديه سيطرة على مصيرهم."
إسرائيل أصبحت قوة إقليمية وعاشت بسلام مع جيرانها :
وعن علاقة الكيان الإسرائيلي بجيرانه في ظل معاهدات السلام فقد ذكر مدير الموساد سابقا أنه :" في العقود التي تلت ذلك ، تغير العالم ولم يكن القادة الإسرائيليون الجدد الذين ظهروا متحمسين بنفس الطريقة التي كان بها شيوخهم. لقد أصبحت إسرائيل قوة إقليمية وعاشت بسلام مع جارتها الأقوى ، مصر ، لأكثر من 40 عامًا. كما أبرمت معاهدة سلام مع الأردن لأكثر من ربع قرن. تم التوقيع على المزيد من المعاهدات مؤخرًا ، وتحديداً اتفاقيات إبراهيم في سبتمبر 2020 التي عمدت إلى تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. وهذه مجرد صفقات في نظر الجمهور. توجد علاقات سرية أخرى توفر مستويات مختلفة من التعاون الأمني مع الدول الأخرى في منطقتنا. "
الواقع الإستراتيجي فلسطينياً وآيرانياً:
نوه باردو أن :" هذا الواقع الاستراتيجي المتغير يتطلب تحولا في طريقة تقرير السياسة وتعديلها. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان ألا يكون للقرارات المتخذة في مجال ما تأثير سلبي على المصالح الوطنية الأخرى. وتتجلى الطريقة الحالية لرسم السياسة من خلال الارتجال في رد إسرائيل على اثنين من أكبر التهديدات التي تواجهها البلاد حاليًا: أن تصبح دولة واحدة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط ، والبرنامج النووي الإيراني."
فلسطينياً ذكر باردو انه :" منذ عام 1967 ، تجنبت جميع الحكومات الإسرائيلية تقريبًا تحديد المسار الأفضل لمستقبل البلاد ، رافضة الاختيار بين استيعاب مليوني فلسطيني في سكان إسرائيل أو الانفصال التام عنهم. بعض الحكومات تبررت هذا التردد بادعائها أنه لا يوجد "شريك فلسطيني" يمكن التفاوض معه."
مضيفاً انه :" وبغض النظر عن صحة هذا العذر ، تبقى النتيجة أن مصير البلد في أيدي القيادة الفلسطينية الحالية أو المستقبلية. إن عدم قدرته على اتخاذ القرار واعتماده على الحكم العسكري المستمر حتى يتم العثور على "شريك" نتج عنه أكثر من 50 عامًا من التحرك التدريجي نحو دولة ثنائية القومية في المستقبل. لم يُطلب من أي من المؤسسات الوطنية الإسرائيلية تقييم تداعيات مثل هذا الاحتمال. لم يتم فحص أمن إسرائيل واستقرارها الاقتصادي ومكانتها الدولية والعلاقات الإقليمية في المستقبل في سياق دولة واحدة.  البناء في مستوطنة كريات أربع بالضفة الغربية
بينما إيرانياً فقد قال أن : " سياسات الحكومة تفتقر إلى مقاربة موحدة للتحديات المقبلة. حيث تتعامل إسرائيل مع الترسّخ الإيراني على طول حدودها الشمالية بمعزل عن القضايا الأخرى المتعلقة بسياسات الجمهورية الإسلامية. وهذا يعني أن الحدود الشمالية يُنظر إليها بشكل منفصل عن التهديد السائد لسباق إيران للحصول على أسلحة نووية ووسائل إيصالها. كما أنه يتجاهل المزايا التي يمكن جنيها من جهود الولايات المتحدة وحلفائها لإفشال خطط إيران ، وأهمية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة للأمن القومي لإسرائيل وتأثير السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين على مثل هذه الاستراتيجية القيمة."
هذا وقد اوصى (مدير مخابرات الموساد سابقا ) انه " قد حان الوقت لأن تنهي إسرائيل سياساتها التفاعلية وتشكل استراتيجية واسعة تستند إلى جميع المصالح والاهتمامات التي تواجهها الدولة." مضيقا أنه :" لقد حان الوقت لإسرائيل لاتخاذ المبادرة وعرض القدرات والاستفادة من الفرص. مع هذا النهج الجديد ، ستقابل إسرائيل برد جديد مشابه للعقلية من واشنطن. "
قدامى المحاربين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي:
وطرح باردو نظرية قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي حيث قال :" دعت مجموعة من قدامى المحاربين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي ووكالات أمنية أخرى إسرائيل إلى التحقيق في مسار دبلوماسي بشأن إيران قبل النظر في أي خيار عسكري." حيث :"يحث هؤلاء المحاربون القدامى الحكومة الإسرائيلية على دعم الجهود الأمريكية لإعادة إيران إلى الامتثال الكامل للاتفاقية النووية لعام 2015 واشتراط أي تخفيف للعقوبات على هذا الامتثال.  وبمجرد أن يتم تحقيق ذلك ، يمكن لإسرائيل أن تدعم استمرار المفاوضات لسد الثغرات في الاتفاق النووي الإيراني الأصلي ويمكن معالجة مسألة مشروع إيران الصاروخي متوسط وطويل المدى وعدوانها الإقليمي. "
مضيفاً انه :" من شأن هذا التحول في الموقف أن يسمح لإسرائيل بعد ذلك بطرح مبادرات لوقف الانزلاق إلى دولة ثنائية القومية وحتى صياغة اتفاقيات حول حل الدولتين التي يمكن تقديمها في المستقبل. مع اقتراب إسرائيل من الذكرى الثالثة والسبعين لميلادها ، بقوة عسكرية لا مثيل لها وأصول أخرى مثل البراعة التكنولوجية ، فقد حان الوقت للحكومة التي تدرك أنها تقود دولة ناضجة وقوية يمكنها تحديد مسارها ، أولاً من خلال صياغة استراتيجية. لضمان أمنها القومي في المستقبل. "
يديعوت أحرونوت