كتب الأستاذ حليم خاتون: المشكلة لا تكون أبداً بالشعب، ولا بالناس..
ثقافة
 كتب الأستاذ حليم خاتون: المشكلة لا تكون أبداً بالشعب، ولا بالناس..
حليم خاتون
8 آذار 2021 , 21:05 م
 كتب الأستاذ حليم خاتون: المشكلة لا تكون أبداً بالشعب، ولا بالناس... في كل الثورات هناك ثوار وهناك معادون للثورة... المشكلة هي في من هو المؤهل لقيادة الثورة... لكي تنجح أي ثورة يجب توافر ع

 كتب الأستاذ حليم خاتون:

المشكلة لا تكون أبداً بالشعب، ولا بالناس...

في كل الثورات هناك ثوار وهناك معادون للثورة...

المشكلة هي في من هو المؤهل لقيادة الثورة...

لكي تنجح أي ثورة يجب توافر عاملين:

1- ظرف موضوعي عام (objective) هو اليوم أكثر من متوافر، بفضل الِانهيار وعجز السلطة القائمة عن عمل أي شيء على الإطلاق..

2- ظرف خاص (subjective)، مرهون بحد ذاته بتوافر أمرين:

أ- حزب أو منظمة قوية، نظيفة، قادرة على لعب دور القيادة ودور محرك لعملية الثورة.

ب- وجود رجل تاريخي على رأس هذا الحزب، يستطيع فعلا، قيادة هذا الحزب وقيادة الجماهير إلى إنجاح الثورة وتغيير المعادلات؛ قائد له كاريزما ساحرة وجاذبة لكل الفئات القادرة والمريدة للثورة.

في لبنان، التركيبة الِاجتماعية الطائفية صعبة جدا...

قيام ثورة، ليس عملًا  بنفس سهولة قيام مقاومة... هذا ما يقوله حزب الله..

هل الحزب على حق؟

سوف تجد 90٪ من أعضاء الحزب يوافقون على هذا الرأي... ليس لأنّ هذه هي الحقيقة، لأنه لو كان الأمر كذلك لكان الحزب بألف خير... ولكانت رحلة الألف "ميل" باتجاه الثورة قد بدأت فعلا...

هؤلاء ال90٪ موافقون على هذا الرأي لأنهم يوافقون على رأي القيادة والأغلبية... أي يمشون حسب الطلب.

لو كان الحسين بن علي فعل الأمر نفسه، لما كانت هناك ثورة حسينية خالدة.

لو كان الرسول فعل ذلك، لما كان هناك لا دعوة ولا إسلام...

لو كان كوبرنيكوس قبِل بأراء الكنيسة ولم يخالفها، لكانت أوروبا لا زالت تعيش في عصر الظلمات، ولكان رأي مفتي السعودية بأنّ  الأرض مسطحة ولا تدور، لا حول نفسها، ولا حول الشمس، هو الرأي السائد حتى اليوم..

أنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا، أخالف هؤلاء ال90٪ الرأي... قد يكون المؤمنون 
بجدارة حزب الله بأن يكون ثورياً أقل من واحد في المئة...

لكن إذا لم يأخذ الحزب المبادرة، ويبدأ رحلة الألف ميل باتجاه الثورة، وبكل أسف لا تشي الأمور بأنه سوف يبادر،سوف تتجاوزه الأحداث وسوف تفرز الجماهير من هو جدير بهذا العمل الجبّار.

الحزب الذي يتعامل مع الناس على أنهم مجرّد قطّاع طرق، حسب التعبير الحرفي للمنار، و لا يرى المأساة ويريد انتظار وضع جماهيري يُفصّل على قياسه، هو حزب غير جدير بالقيادة. 

وبما أن الحزب حتى أمس، هو الأنقى والأنظف، فلنأمل أن يخرج من رَحِمِهِ مَن سوف يستطيع قيادة الناس، وليس الِاستهزاء بأوجاعهم...

أنا أوافق الدكتور رأيه: أنّ المقاومة شيء، والثورة شيء آخر...

لكن السؤال هو: إلى متى تستطيع المقاومة البقاء حيّة، دون أن تعتنق الأفكار الثورية؟

الجواب موجود في كتب التاريخ وفي من سبقونا وسبقوا حزب الله...

إنها مدرسة الحياة والتجارب، والتاريخ لم ولا ولن يرحم من يتخلف عن لعب الدور الذي تتطلّبه المرحلة ويطلبه منطق التاريخ نفسه.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري