في حزيران ١٨٨٣ وصل المتصرف الرابع واصا باشا (أصله ألباني) إلى لبنان. وفي عهده دخلت ثقافة الرشوة والفساد إلى لبنان عبر صهره كوبليان.
وقد عين واصا باشا صهره كوبليان مديرا لدائرته السياسية ومديرا للقلم الاجنبي، وكان ذلك القلم يومذاك يقابل وزارة الخارجية في هذا العصر، ولكنه كان طماعا يحب المال وله أساليب شيطانية في تحصيله.
وتمادى كوبليان في مطامعه وفتح باب الرشوة على مصراعيه. فاستدعاه إليه مرارا وأنبه وطلب إليه الكف عن تلك الأعمال التي كانت تشوه سمعتيهما معا، وأخيرا إذ رآه لا يرتدع أقاله من منصبه وزوده بمبلغ من المال وأشار عليه بالسفر. ويروي معاصروه أن دار الحكومة كانت في الآونة الاخيرة من حكمه "مغارة لصوص" لا هم لمن فيها إلا ابتزاز الأموال من أي مصدر كان وبأي وسيلة سنحت. ولعل ذلك ما أوحى إلى بعضهم نشر صورة تمثل لبنان بقرة يُعنى كوبليان بحلبها ويمسكها له واصا من قرنيها. توفي المتصرف واصا باشا في حزيران ١٨٩٢ في بيروت ودفن في الحازمية. وقال في دفنه تامر الملاط: رنوا الفلوس على بلاط ضريحه وأنا الكفيل لكم برد حياته.
من كتاب عهد المتصرفين في لبنان، لحد خاطر، ص ١٤٠ - ١٥٠



