كتب الأستاذ حليم خاتون: كلام الشيخ ياسر عودة..
ما كادت كلمة الشيخ ياسر عودة الأخيرة تذاع على التواصل الٱجتماعي، حتى تلقفتها، فئات من الناس، كل فئة، حسب موقعها في السلطة أو المجتمع.
أعداء المقاومة، سُرُّوا سروراً لا حدود له، لأن الشيخ مرّر الكلام الحق بعد أن أدخل، بكل أسف، الكثير من التعابير الباطلة،
وخلط أحيانا، الحابل بالنابل....
جمهور حركة أمل سُرّ بدوره، سروراً كبيرا، لأن الشيخ، وكما قيل أعلاه، خلط الحابل بالنابل ولم يفرِّق بين شعبان ورمضان.
إن مجرد وضع "الثنائي الشيعي" في سلّة واحدة،
هو أمر يرضي كثيراً حركة أمل لأنه يعطيها شيك براءة من مشاركة الحريرية السياسية، أو على الأقلّ السماح لها، بنهب البلد وتخريبه لتسليمه لقمة سائغة لكلاب أميريكا في المنطقة.
صحيح أن الثنائي كان جبهة واحدة في 7 أيار.
صحيح أنه لا يجب وضع اسم الرئيس برًي بموازاة
اسم فؤاد السنيورة، لالف سبب وسبب، لعل أهمّها أن الرئيس برًي قد يهادن السعودية وأميريكا وبريطانيا، كما الكثيرون من اللبنانيين، لكنه قطعا لم ولا ولن يهادن إسرائيل.
ورغم الزلاّت التي وقعت فيها الحركة، إلا أنّها لا تستطيع أن تخرج من جلدها ومن مبدئها،
"إسرائيل، شرّ مطلق"، ولهذا بالنسبة للكثيرين قدسية لا تُمس...
ورغم الإنتقاد الذي يوجَه إلى الحركة لمهادنتها رفيق الحريري وعدم التصدًي لبرنامجه التابع لمحور السعودية، والسعودية، هي الواجهة لإسرائيل واميريكا، إلا أن أحدا لا يمكن أن ينسى فضل الحركة في بدايات المقاومة، وشهداءها من اوزان محمد سعد وخليل جرادي...
حزب الله، في المقابل، كان غاضبا جدا... ووصل الأمر ببعض الملتزمين إلى إطلاق نعوت غير لائقة، وغير علمية، وصلت احيانا، حدّ الشتيمة، وما المقاومة، ممن يلجأ إلى الشتائم.
إلا أن هناك جزءًا من جمهور المقاومة، غير ملتزم تنظيميا، لا بالحزب ولا بالحركة رأى، ورغم عدم موافقته على الكثير من تعابير الشيخ عودة؛ رأى أيضا بعض الحقّ...
حتى الكاتب في جريدة النهار الاستاذ سركيس نعوم، طالب حزب الله بالتشارك مع الجيش في أخذ السلطة.
كلنا نعرف، وكلنا موافق أن السلطة الحالية ليست فقط فاسدة، بل إنها تسير بالبلد إلى الهاوية.
الكثير من اللبنانيين يحمًل هذه السلطة، بالإشتراك مع المصارف، بمسؤولية اغتيال الحياة في لبنان.
الكثيرون منّا يرفض بشكل قاطع تغطية هذه السلطة بأي شكل من الاشكال، بل يريد إزاحتها حتى ولو بالقوّة....
الكثير من اللبنانيين غير راض عن مهادنة هذه السلطة الفاسدة بأيّ شكل من الأشكال.
عندما يطالب الشيخ ياسر بأن تأتي إيران بالنفط؛
عندما يطالب الشيخ عودة بأن تبني إيران معامل الكهرباء؛
عندما.... وعندما... هذا حق، نطالب به كلنا.
اختلفوا كما تشاؤون مع الشيخ ياسر عودة،
لكن فعلا، وطنيا، وقوميا، شرعا، وبكل الشرائع السماوية والارضية،
لا تقفوا بوجه الناس وتطلبوا الصبر منها على الفاسدين.
هؤلاء، قد آن الأوان لاقتلاعهم من بيوتهم وشنقهم في الساحات.