كتب الأستاذ حليم خاتون:
أحد لا يحسد حزب الله على ورطة وجوده داخل نظام، هو الأكثر فساداً على وجه الكرة الأرضية.
لقد قاد هذا الحزب إحدى أهم حركات التحرير الوطني في منطقة بلاد الشام.
استطاع حزب الله التغلب على كل الصعاب التي واجهت حركات التحرير الفلسطينية على اختلافها.
لم تستطع المقاومة الفلسطينيةالإستفادةلا من الِالتفاف الجماهيري حول قضيتها المقدسة بكل المقاييس، ولا من التضامن الدولي المنقطع النظير مع القضية الفلسطينية، ولا حتى من المنظومة الِاشتراكية بفروعها، السوفياتي والصيني والكوبي وحتى الكوري...
سيطر الفكر الإخواني الرجعي المتخلف على كبرى حركات هذه المقاومة وراكم عجزها، عبر معاداة الجهات الوحيدة التي كان من الممكن أن تقدِّم شيئاً ملموساً وفاعلاً للقضية.
كان طلاب فتح يتعمّدون الصلاة في كوريدورات الجامعة في موسكو، كنوع من التحدِّي الأجوف الذي لا معنى له،بينما كان الطلاب والأساتذة اليهود الصهاينة يضحكون " في عبِّهم" ويلفتون نظر الطلاب السوفيات إلى أن هؤلاء وإخوانهم "المجاهدين!!!"، هم من يذبح الجنود السوفيات في أفغانستان.
عندما تدخلت الإمبريالية مباشرة لدعم الِاستعمار البرتغالي وأدواته في أنغولا، أرسل فيدل كاسترو مقاتلين متطوعين أمميين للقتال إلى جانب الجبهة الشعبية لتحرير أنغولا.
كانت البعثات الطلابية لفصائل منظمة التحرير تعطي أسوأ الأمثال عن الِانتهازية والتخلف والرجعية.
سنة1982، وأثناء غزو لبنان، كانت مجموعة من الطلبة العرب والفلسطينيين تحتفل بزفاف أحدهم،وراحوا يديرون حلقات الدبكة في الساحة العامة سكارى من شرب الخمور...كلّ هذا في بلد قدّم أكثر من عشرين مليون شهيد خلال الحرب العالمية الثانية، لتحرير وطنهم من النازي، ولم يهادن ولم يفاوض حتى دخل برلين ورفع العلم الأحمر فوق سارية الرايخ الثالث.
حزب الله، طينة أخرى مختلفة تماما...
كثير من مناضلي حزب الله، كان من خيرة ما تواجد من مناضلين داخل الثورة الفلسطينية...
هؤلاء رأوا بأم العين أباعمار يخذل الدكتور جورج حبش والمناضلين الذين أرادوا القتال حتى الرمق الأخير داخل المخيمات...
أبو عمار الذي احتضنته الجمهورية الإسلامية وقدّست قضيته، وجعلت للقدس يوماً عالميا، لم يعرف أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بالكفاح المسلح، وظلّ، كما بقية العربان، ضائعاً في الشعارات اللفظية التي صبغت الأعراب طيلة قرون من عصر الِانحطاط...
لم يكن حزب الله قد تواجد فعلياً ورسميا، وجذب بصداميته وعصاميته أنظار الإيرانيين.
لو كان أبو عمار جدياً فعلا، صدامياً بالشكل الكافي ضد الصهيونية والإمبريالية، ولا يلعب على حبالٍ بهلوانية، لو لم يكن مرتهناً لأنظمة المال العربية، لكان هو من يقود المعارك، ولكان هو من يحتفل بأعياد المقاومة والتحرير.
حزب الله هذا حقق معجزاتٍ عَجَز َالآخرون عن تحقيقها...
حزب الله هو القوة العربية الوحيدة التي فرضت على الصهاينة انسحاباً تحت النار، من أرضٍ هي جزء من الخريطةالتي رسمها الصهاينة ل"إسرائيل الكبرى..."
كل عيد تحرير... كل عيد انتصار... هو يوم عزّ وكرامة...
كل طلّة للسيد، هي تذكير للناس بشعور العزة والمجد.
حتى شاشة الجديد، كانت قبل تأجيرها للخليج مؤخرا، تتغنّى بهذه الطلّة المليئة بكل عناوين الشرف والكرامة...
اليوم، سوف يطلّ السيد...
إنه ليس عيد نصر، ولا عيد تحرير...
صحيح أنه يوم جرحى المقاومة ...
لكنه، وكما بقية الأيام منذ أكثر من 18 شهرا؛
هو يوم مصبوغ بحزنِ وأنينِ شعبٍ تعرض لأكبر عملية نصب واحتيال قامت به سلطة بحق شعبها.
ماذا سوف يقول السيد؟
هل سوف يطلب الصبر والبصيرة من شعب يئن..
ماذا سوف يقول لأم لم تعد تستطيع تحضير ولو طبخة بسيطة لأطفالٍ، كل ذنبهم أن الله خلقهم على أرض يتحكم بها قطّاع طرق كبار، يستزلمون عشرات ومئات من قطّاع الطرق الصغار...
لا أحسد السيد...
أحد لا يحسد السيد...
هو كبالع الموسى...
لا يريد مواجهة اللصوص خوفاً من سقوط الدم!!!
أحد لا يحسده لأن هؤلاء اللصوص، يجلسون على كل كرسي من كراسيّ السلطات: التنفيذية والتشريعية والقضائية... لصوصٌ يدّعون العفة وهم أحقر خلق الله، وان سبقت أسماءهم القابُ دولة وسعادة ومعالي ونيافة
وغيرها...
نتساءل ما عساه يقول؟
هل سوف يطلب من الناس الصبر تلو الصبر تلو الصبر؟؟؟!!!
هل سوف يناشد أولاد ال...: أنْ كُفّوا شروركم وأذاكم عن خلق الله، وهل أمثال هؤلاء من البشر حتى يسمعوا ويروا؟؟!!
هل سوف يكون عنده شيء جديد، غير ما قاله وردّده عشرات المرات؟!؟!
هل سوف يبشِّرُنا بأنّ عقد بناء معامل الكهرباء سوف يبدأ خلال شهر، أرادت أمريكا، أم لم تُرِدْ... وأننا لن نظلّ تحت رحمة كلاب الصهاينة العرب بعد اليوم؟
هل سوف يقول لنا: إنّ الصينيين سوف يبنون سكك حديد، لربط كل لبنان، حتى لو رفض ذلك كل كلاب السلطة التابعة ؟
هل سوف يقول لنا: إنّ الجيش سوف يطلب منظومة س300 أو س 400 ليمنع رقصات الطيارين الصهاينة في سمائنا؟
هل سوف يقول: إننا، ومنذ اليوم، سوف نبدأ تجارةً بَيْنِيّةً تبادلية مع من يقبل ويحترم شعبنا وحاجاته؟!
هل سوف يقول لنا: إننالن ننتظربعد اليوم أن يتكرّم علينا
ماكرون، وإنّ كونسورتيوم دولي روسي صيني إيراني سوف يقوم بترميم وتوسيع وتعميق مرفأ بيروت، ولتذهب إلى الجحيم أمريكا والسعودية والإمارات وكل أعراب الذل والخيبة؟!؟!
هل سوف يقول لنا:إنه طلب، مِمَّن تبقّى من قُضاةٍ ذوي ضمير، أن يحكموا فعلاً بالعدل وأن لا يخافوا؟؟!!
هل سوف يقول: لنا إننا تحررنا من سطوة الغرب والدولار، وإن البقاع هو الذي سوف يؤمِّنُ القمحَ بعد
اليوم؟؟؟!!!.
هل سوف يجبرحكومة لبنان الخائبة على أن ترسل إلى من يهمه الأمر، أنّ أي تلزيم داخل ولو شبر واحد من مياهنا سوف نقوم بقصفه؟!؟!.
إذا كان هذا ما سوف يقوله السيد، فهي طلّة العزِّ المعتادة...
غير هذا لا نريد سماع أي شيء...
كرامة حدود الوطن يصونها الداخل... والداخل اليوم يقول: إنّه لا يقبل ذُلّاً بعد اليوم...