كتب اسماعيل النجار:
على قدمٍ وساق يسير العمل بالخطة الأمريكية المرسومة للبنان من أجل اندلاع الفوضَىَ بعدما يتم إسقاط المؤسسات العسكرية والأمنية آخر أعمدَة الهيكل في وطن الأرز.
سفارة عوكر الّتي تسهر على راحة المشروع الأمريكي الأوروبي، لسرقة الغاز اللبناني، ومواجهة روسيا فيه، لَم تَدّخِر جهداً في سبيل تحريك الشارع وزرع الفوضى في المُدُن، بعناوين بَرَّاقَة وهي محاربة الفساد والفاسدين، ولكنها بالحقيقة تخفي في طياتها مشروعاً تدميرياً للبنان وقراراً بنهب خيراته، بعد عملية تدويل مدروسة تأتي تحت الفصل السابع، بعد إندلاع الفوضى وخراب الهيكل.
هل ينجح المخطط الأمريكي الذي سيُنَفّذ في لبنان، باستهداف سلاح المقاومة وروسيا معاً؟
للإجابة على هذا السؤال، من الطبيعي أن نذهب بإتجاه موسكو وحارة حريك، لنَرَى كيف ينظر الطرفان إلى التحركات الأمريكية التي لها هدفان محددان في لبنان:
١- سلاح المقاومة.
٢- والغازالذي سيكون بديلاً عن الغازالروسي للقارة العجوز، بعدما احتدمت الخلافات الأمريكية الروسية والأمريكية الصينية في قمة آلاسكا.
الأوربيون الذين يتجنبون إزعاج القيصر،بسبب حاجة دولِهم الماسّة للغاز الروسي، وجدوا في لبنان ضالَّتهم بعدما أنهَت شركة توتال الحفر في الحقل الرابع اللبناني، ولكنها لَم تصدر أي بيان رسمي يؤكد وجود كميات تجارية، بناءًعلى طلب أمريكي حازم بهذا الأمر.
اليوم يسعى الأمريكي والبريطاني والفرنسي لإغراق لبنان في الفوضى أكثر فأكثر،
وفرط المؤسسات الأمنية والعسكرية الضامنة لبقاء الكيان قائماً، بهدف وضع اليَد على البلاد دولياً تحت الفصل السابع وفي حال إصطدَم المشروع بالفيتو الروسي المؤكد، فإن خطوات إنزال قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية على الشواطئ اللبنانية غير مستبعد ،على غرار ما حصل في سوريا وليبيا، ولكن هذا الأمر دونه عقبات أمنية خطيرة، لأن أي تفكير غربي بتنفيذ هكذا خطة، سيفرض على حزب الله التصدي لهم، وسيلقى دعماً روسياً سياسياً وعسكرياً، قد ينعكس على توازن الرعب في ساحة الصراع اللبناني الإسرائيلي، لمصلحة المقاومة، وقد يطيح بوقف إطلاق النار على الحدود بين فلسطين ولبنان، ويدفع بحزب الله للسيطرة على البلاد خلال يومين أو ثلاثة،على أبعد تقدير، وربما لو حصل ذلك فستغادر لبنان الكثير من البعثات الدبلوماسية التي على أرضه، على غرار ما حصل في سورية.
حزب الله الذي يحسب حساباً،لكل كبيرة وصغيرة، لديه خطط جاهزةأحلاها مُر، فيما لو اتخذَ قراراً بإنهاء الوضع الشاذّ في البلاد، عبر تعويم حكومة الرئيس حسان دياب، بعد تعديل حكومي يشمل عدة وزارات، والتوجه شرقاً عبر البوابة الروسية، قاطعاً الطريق على واشنطن وحلفائها بموضوع الغاز اللبناني البديل إلى القارة العجوز، أو تدويل الأزمة،
أيضاً، خطوات حزب الله دونها عقبات لكن، إذا حصلت، لن يستطيع أحدٌ إيقافها، لأن الواقعه إذا ما وقعت فإن هستيريا تكسير الرؤوس ستصل إلى حدود النهر الكبير ساحلاً وجبلاً.
هل سيستغل حزب الله حاجة روسيا لموقفه المعادي للأميركيين، من أجل إفشال المشروع الأمريكي، ويطلب من موسكو تزويده بمنظومات دفاع جوي حديثة، وصواريخ متطوّرة مضادة للسفن، غير التي يمتلكها؟
من المؤكد أن حزب الله سيحصل على ما يريد، ليشكل القيصر ضغطاً على واشنطن عبرهذاالدعم، ليكون له إحدى أهم الأوراق التفاوضيةعلى الطاولة الدولية.