كتب وهيب دندش: نعم للأقوى في وطنيّته
أخبار وتقارير
كتب وهيب دندش: نعم للأقوى في وطنيّته
25 آذار 2021 , 09:12 ص
كتب وهيب دندش:  نعم للأقوى في وطنيّته ١٧ تشرين ٢٠٢٠ ثورة. دولار تجاوز ١٥٠٠٠ ل ل. اقتصاد، سياحة، تربية، صحّة، نظام مصرفي، كلّه منهار . انفجار شبه نووي في مرفأ بيروت. طرقات مقطّعة. رؤية مستقب

كتب وهيب دندش:

 نعم للأقوى في وطنيّته

١٧ تشرين ٢٠٢٠ ثورة.
دولار تجاوز ١٥٠٠٠ ل ل.
اقتصاد، سياحة، تربية، صحّة، نظام مصرفي، كلّه منهار .
انفجار شبه نووي في مرفأ بيروت.
طرقات مقطّعة.
رؤية مستقبلية سوداويّة.
وطن النجوم" بانتظار إصدار شهادة الوفاة،
والعالم كله ينظر ويراقب، والمفارقة أننا نحن الشعوب والقبائل المذهبية اللبنانية، أيضاً نراقب.
 
مُحقّة هي مطالب "الثوار"؛فالبعض منهم يطالب بانتخابات مبكّرة، والبعض منهم يطالب بحكومة اختصاصيين، من دون رموز السلطة الفاسدة والمفسدة، والبعض الآخر يطالب بزجّ الفريق الحاكم كله (كلّن يعني كلّن) في السجون ومحاكمتهم.

ومُحقٌّ مطلب الفريق الحاكم:

فالبعض يطالب باحترام العرف في التأليف والبعض الآخر يطالب بالثلث الضامن أو الثلث المعطّل.

السؤال محقّ؛ فكيف يُسمح للدروز والشيعة والسنّة باختيار الوزراء الاختصاصيين ولا يُسمح لرئيس الجمهورية باختيار الوزراء المسيحيين؟

وكيف يحقّ لرئيس الجمهورية وفريقه المطالبة بثلث معطِّل، وهم أنفسهم حجبوا أصواتهم عن التكليف.

تكتّلات للجمهورية القويّة ولبنان القوي وفريق رئيس الوزراء من كل الكتل وتجمّع رؤساء الحكومات السابقين (من دون علم وخبر مقدّم حسب الأصول في وزارة الداخلية المملوكة حصراً كما أغلب الوزارات)
وحقوق الطائفة الارثوذكسية، وحقوق الطائفة الدرزية، والعلوية، وحقوق ومكتسبات، الخ كلهم على حقّ.

نعم الجميع على حقّ، إذا ما نظرنا إلى المطالب من القالب الطائفي الذي نسجن أنفسنا داخل جدرانه.

مطلب الفريقين (الثوار والفريق الحاكم) واضح ويقول بالفم الملآن: 
قم لأجلس مكانك لأنني أستطيع ما لم تستطع عليه.

الجميع يقول جرّبوني ولن تندموا. 

الفريق الحاكم انقسم ليقول الفريق الأول: انا سوف أنقذ البلاد.
والفريق الحاكم الثاني يقول: جربناك سابقاً ولم تستطع.

إنها أحجية، إنها المأساة، القضية التي ليس لها حلّ،والغريب أنه لا يوجد أحد لديه النيّة، أو حتى التفكير بالقضاء على المرض الخبيث الذي يفتك بهذا الوطن، فالجميع: موالاة ومعارضة، يعالجونه بالمسكنّات التي تنتج حروبًا ودمارًا كلّما انتهى مفعول هذه المسكنات. 
(ويا ليتنا نملك معارضة، فكلّنا موالاة للمذاهب).

المطلوب واحد:
"إلغاء هذا النظام"
الذي أُسِّسَ "بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ". ( التوبة ١١٩).

منذ نظام القائم مقاميتين، ولبنان الكبير، والكذبة الكبرى للاستقلال، (والعجيب انه عند قدوم الرئيس الفرنسي، بعد انفجار المرفأ، هناك من طالب فرنسا بوضع يدها على لبنان مجددًا وعلناً).

والانقسام الكبير في ١٩٥٨، واتفاق القاهرة وحرب ١٩٧٥، والاجتياحات الاسرائيلية، في ١٩٧٨ و ١٩٨٢ و ٢٠٠٦، التي وجدت من يساندها في الداخل اللبناني المنقسم على ذاته، إلى اتفاق الطائف (الذي رفضه البعض وعاد واستعمله ليحكم) إلى التحرير وانسحاب القوات السورية واتفاق الدوحة. 

عشرات الآلاف من الضحايا وخسائر ببلايين الدولارات (٩٠٪؜ سرقة ونهب "مُقونن" بعد كل حرب وليس خلالها).

والغريب العجيب! الخروج بعد كل حرب، وبعد كل نكسة، بنظريّة "لا غالب ولا مغلوب"، وأن في لبنان"لا أحد يلغي أحداً"، "وعفا الله عمّا مضى". (وعفو عام، واطلاق القتلة والجزارين، والعفوعن "الخونة").

"مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد!" ( لوقا ١٠-(٣٨-٤٢))

المطلوب إلغاء هذا النّظام العنصري الطائفي البغيض، وقيام لبنان لجميع أبنائه الأقوياء بوطنيّتهم وانتمائهم.

وما ضرّني، أنا كمواطن أن يكون رئيس الجمهورية يعبد ربّه على الطريقة المورمونية مثلاً.

وما ضرّني، أنا كمواطن أن يقيم رئيس السلطة التنفيذية صلاته على الطريقة البوذية او الهندوسية.

وما ضرّني، أنا كمواطن أن يكون رئيس السلطة التشريعية ارثوذكسي العقيدة لأي طائفة انتمى.

لا أريد على رأس هذه السلطات الأقوى في طائفته.

ولا أريد ان انتخب نائب الأمة، الذي هو مصدرالتشريع، ويكون الصوت التفضيلي لمذهبه الذي أنا انتمي اليه. (كيف سيشرّع ولمن سيكون تشريعه، وأنا سوف أحاسبه في الانتخابات المقبلة على ولائه للمذهب وليس الوطن - ما هذا النفاق؟)

لا أريد هذه المناصفة البغيضة.

أريد ان أنتخب الأقوى في وطنيته وانتمائه.

أريد ان انتخب الرؤساء الأقوى في برامجهم الواضحة للنهوض بالوطن، وأن يكون بمقدوري أن أقاضيهم، مثلهم مثل أي مواطن أمام محكمة يرأسها قاض من بلادي.

أريد المناصفة المُنصفة التي تضع كل ذي كفاءة في منصبه، بغضّ النظر عما يعبد أو لا يعبد.

يا إخوتي وأخواتي اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، الذّين يؤمنون بالله، أقول "تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا" (آل عمران ٦٤)

ألم يساوي الله بيننا، قبل المسيحية والاسلام، عندما قال  في سفر التكوين: إنّ الله "خلق الإنسان على صورته ومثاله"؟ تكوين 1/27) 

ويا إخوتي وأخواتي اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، الذين يؤمنون بالانسانية، أقول:"لنا جميعاً الحق في الحصول على حقوقنا الإنسانية،على قدم المساواة، وبدون تمييز، وجميع هذه الحقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة". (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948)

إنّ هذا النظام البغيض لم ينصفنا يومًا لأي طائفة انتمينا، ولن ينصفنا أبداً، ولم يساوِ بيننا في عيش هنيء،بل سبّب اقتتالاً، تقريبًاكل عقد من الزمن، وسبّل انعدام السلام والطمأنينة، مع كل استحقاق انتخابي أو إداري، من رأس الهرم إلى عضوٍ بلديٍ في ضيعة نائية،أوحتى تعيين حارس أحراش، ألا ترون كيف تتفشى بيننا"العداوة والبغضاء"؟!! (المائدة ٦٤).

دعوا أطفالنا يحلموا بأن يصبحوا رؤساء لأي مذهب انتموا، وألغوا هذا التمييز العنصري البغيض بين المواطنين.

إلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والرؤساء ورئيس مجلس النواب والأحزاب والثوار وزعماء الطوائف،وكل من لديه الجرأة الانسانية: 

سارعوا بالدعوة الى مؤتمر تأسيسي ودعوا الشعب، كما يحصل عند كل شعوب العالم، يختار الدستور الجديد الذي:
يبني وطناً. 
يبني انتماءً. 
يبني انساناً.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري